علي بابا والأربعون حرامي

علي بابا والأربعون حرامي
قصة قصيرة / الأحد 02 مارس 2025 - 00:00 / لا توجد تعليقات:

لأنتلجنسيا المغرب:هئية التحرير

في قديم الزمان، في إحدى مدن بلاد فارس، كان هناك حطّاب فقير يدعى علي بابا، يعيش حياة متواضعة من بيع الحطب الذي يجمعه من الغابة. وعلى الرغم من فقره، كان علي بابا رجلاً طيب القلب، قانعًا بما يملكه، ويعيش مع زوجته في بساطة.

في يوم من الأيام، خرج علي بابا كعادته إلى الغابة ليجمع الحطب، وبينما كان يتنقل بين الأشجار، سمع أصواتًا غريبة قادمة من بعيد. اختبأ خلف إحدى الأشجار الضخمة ونظر بحذر، فرأى أربعين لصًا يقودهم زعيمهم إلى كهف صخري كبير.

اقترب الزعيم من باب الكهف وصرخ بصوت عالٍ: "افتح يا سمسم!" وما إن نطق بهذه الكلمات حتى انشق الجبل عن مدخل سري، دخل اللصوص واحدًا تلو الآخر، ثم أغلق الكهف خلفهم. ظل علي بابا مختبئًا يراقب في دهشة حتى خرج اللصوص وأعاد الزعيم إغلاق الكهف بكلمة سر معاكسة: "أغلق يا سمسم!" ثم غادروا المكان.

انتظر علي بابا حتى تأكد من رحيل اللصوص، ثم خرج من مخبئه وتقدم نحو الكهف، وبتردد قال: "افتح يا سمسم!" فانفتح الباب أمامه، وعندما دخل، فوجئ بكنز هائل من الذهب والمجوهرات والحرير الفاخر، جمعها اللصوص على مر السنين.

لم يصدق علي بابا عينيه، لكنه لم يكن طماعًا، فأخذ ما يكفيه من الذهب ليحسن معيشته، ثم خرج من الكهف مرددًا: "أغلق يا سمسم!" وعاد إلى بيته محملاً بالغنائم، حيث أخبر زوجته بما حدث، وقررا استخدام الذهب بحكمة دون لفت الأنظار.

لكن شقيقه الأكبر، قاسم، كان رجلاً جشعًا عندما علم بما وجده علي بابا، ألحّ عليه ليخبره بسر الكهف. تحت ضغطه المستمر، اضطر علي بابا إلى كشف السر، فتوجه قاسم مسرعًا إلى الكهف، لكنه عندما دخل وانبهر بالكنوز، غرق في الجشع وراح يجمع الذهب بنهم شديد.

نسي قاسم كلمة السر عندما أراد الخروج، فظل محبوسًا داخل الكهف حتى عاد اللصوص ووجدوه. أدركوا أنه يعرف سرهم، فقتلوه على الفور وقطعوا جسده إلى أشلاء كتحذير لأي متطفل آخر.

عندما تأخر قاسم عن العودة، قلق علي بابا وذهب إلى الكهف ليبحث عنه، ليجد بقاياه الممزقة، فحزن عليه، لكنه حمل الجثة إلى بيته بمساعدة خادمته الذكية "مرجانة"، التي أخفت الأمر عن الجميع.

لم يتوقف خطر اللصوص عند هذا الحد، إذ أدركوا أن شخصًا آخر يعرف سر الكهف بعد أن وجدوا جثة قاسم قد اختفت. قرر زعيمهم البحث عن المتسلل وتتبع آثاره حتى توصلوا إلى بيت علي بابا.

لكن مرجانة كانت ذات ذكاء حاد، فلاحظت تحركات غريبة من أحد التجار الجدد في السوق، والذي لم يكن سوى زعيم اللصوص متخفيًا. تأكدت من نواياه عندما لاحظت أنه وضع علامة على باب علي بابا ليدل اللصوص عليه، فأسرعت إلى وضع نفس العلامة على أبواب عدة منازل مجاورة، مما أربك اللصوص وجعلهم يفشلون في العثور على المنزل الصحيح.

لم ييأس الزعيم، فتنكر مرة أخرى على هيئة تاجر زيت، وأحضر أربعين جرة ضخمة إلى منزل علي بابا، حيث اختبأ اللصوص داخلها ليهاجموا في الليل. لكن مرجانة اكتشفت الحيلة عندما سمعت صوت همسات من داخل الجرار، فأحضرت زيتًا مغليًا وسكبته في كل جرة، مما أدى إلى القضاء على اللصوص جميعًا.

عندما جاء زعيمهم ليعطي الإشارة للهجوم، فوجئ بأن جميع رجاله قد لقوا حتفهم، فحاول الهرب، لكن مرجانة كانت له بالمرصاد، حيث استلّت خنجراً وقتلته قبل أن يتمكن من الانتقام.

عندما علم علي بابا بشجاعة مرجانة وذكائها، قرر أن يكافئها بزواجها من ابنه، ومنذ ذلك الحين عاش الجميع في سعادة ورفاهية، بعد أن تخلصوا من تهديد اللصوص إلى الأبد.

وبفضل حسن تصرفه وتواضعه، استطاع علي بابا أن يحول حياته من البساطة إلى الثراء، لكنه لم ينسَ أبدًا أن الخير والذكاء هما المفتاح الحقيقي للنجاح.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك