أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
المغاربة، بعفويتهم وذكائهم الساخر،
أطلقوا العنان لتعليقات نارية وهم يشاهدون نقل "الطنجية العملاقة" تحت
حراسة مشددة بمراكش، في مشهد يوحي وكأننا أمام سلاح نووي مغربي يُهرب تحسبًا لهجوم
مفاجئ تقاسم الرواد عبر "الفيسبوك وتساب إكس.." الصورة، وكان الضحك سيد
الموقف، فالبعض شبه العملية بتحريك "قنبلة ذرية"، والبعض الآخر طالب
بحماية "الماعيزيوم" و"الباقريوم" وهما عنصران خياليان مشتقان
من المعز والبقر، ساخرين من الفوضى الرمزية التي تحولت فيها "الطنجية"
إلى مشروع بطني، وليس سلاح عسكري.
أمام هذه المسرحية نتساءل بدورنا.
هل نحن أمام وضع يحتاج سباق التسلح أم
السباق على الطنجية ؟
مرة أكبر طنجية، مرة أكبر رابوز، مرة أكبر
تفاحة، مرة أكبر أومليطة... وكأننا نبني دفاعاتنا ضد العدو المحتمل
بـ"إنجازات موسمية" تافهة لا قيمة لها، توضع في موسوعة الطرافة الوطنية.
المواطنون لا يستهزئون من الموروث، بل
من الطريقة التي يُحول بها إلى مشهد أمني محصن، وكأن الأمر يتعلق بحقيبة دبلوماسية
أو وثائق نووية مسروقة.
وفي النهاية، يبقى السؤال الموجع خلف
الضحكة: في حال اشتد الخطر، هل ستنفعنا هذه "المعجزات الطبخية" في
الصمود؟
أم أن الاكتفاء بالتطبيل والتصوير
سيجعلنا عرضة للسخرية أكثر مما نحن فيه؟
المغرب لا يحتاج إلى طنجيّة مدججة
بالحراسة ولم نعد نحتاج إلى المزيد من التفاهة، بل إلى مشروع وطني مدجج بالكرامة
والتخطيط والجدية، والتطور الصناعي والتسلح بالعلم أولا، وبالسلاح .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك