أنتلجنسيا المغرب:الرباط
إكرام
اليتيم ظل من ظلال الرحمة التي يغمر الله بها عباده الصالحين، وهو خلق عظيم أكّد
عليه القرآن الكريم حين قال إن العبادة لا تكتمل إلا برعاية من ضعف أمرهم، فجعل
النفوس الطيبة تعرف قدر هذا الواجب الكبير.
كرّم الله
اليتيم في محكم تنزيله، فقال إن الإحسان إليه باب من أبواب التقوى، لذلك حملت
الآية خطابًا قويًا يدعو إلى عدم قهره ولا جرح قلبه، بل معاملته بعطف يمحو قسوة
الفقد ويعيد إليه الثقة بالحياة.
في يوم
الجمعة يزداد نور هذا العمل، فهو يوم تُستجاب فيه الدعوات وتتضاعف فيه الحسنات،
ومن أكرم يتيمًا فيه نال من فضل الله ما يرفع مقامه ويجعل خطاه في طريق النقاء.
جاء في
الحديث الشريف أن كافل اليتيم ينال منزلة عالية في القرب من النبي، وهو وعد يفتح
أبواب الأمل، إذ يجعل لمسحة اليد على رأس اليتيم قيمة تفوق الدنيا وما فيها.
قيمة
إكرام اليتيم يوم الجمعة تتجلى في أن النفوس تكون أقرب للخشوع والإنابة، فيصبح
الفعل مضاعف الأثر، ويعيد للمجتمع شيئًا من توازنه الذي لا يتحقق إلا برعاية ضعفه
قبل قوته.
الأحاديث
النبوية تحدثت عن اللين، وعن الرحمة، وعن كون اليتيم أمانة، ومن أطعم جائعًا أو
مسح دمعة أو أدخل سرورًا على يتيم كتب الله له نورًا يسير بين يديه يوم القيامة.
الأيتام
حين يجدون قلوبًا تحتضنهم يختفي الخوف من أعينهم، ومجتمع يتراحم يصبح أقوى، إذ إن
الخير حين يتجذر في النفوس يرفع الأمة ويقوي روابطها.
إن
الإكرام ليس مالًا فقط بل كلمة حانية، وموقفًا نبيلًا، واحتضانًا معنويًا يحيي
الروح، فكم من يتيم أعيد بناؤه النفسي بكلمة صادقة تعوّضه عن فقد الأب أو الأم.
يوم
الجمعة فرصة يقتنص فيها المسلم خيرات مضاعفة، والصدقة فيه نور يبدد الهموم، وكفالة
يتيم فيه باب من أبواب السكينة التي يكتبها الله لمن جعل الرحمة طريقه.
من جعل لليتيم مكانًا في قلبه، جعل الله له
مكانًا في رحمته، فالخلق العظيم لا يطرقه إلا أصحاب القلوب النبيلة، والجزاء من
جنس العمل، ومن أعطى لليتيم دفئًا، ردّ الله عليه أضعافه من الطمأنينة والبركة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك