نور الجمعة يسطع بالخير والعطاء

نور الجمعة يسطع بالخير والعطاء
دين / الجمعة 24 أكتوبر 2025 - 10:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: الرباط

يُعد يوم الجمعة محطة روحية عظيمة يتجدد فيها الإيمان وتصفو فيها القلوب، إذ يتهيأ المؤمنون لهذه المناسبة الربانية بالوضوء النقي والنية الصادقة، فيستشعرون معاني الطهر والسكينة قبل أن يشدوا الرحال نحو بيوت الله. فتهيئة النفس والبدن لصلاة الجمعة ليست مجرد استعداد شكلي، بل هي عبادة في ذاتها تعبّر عن توق الإنسان إلى الصفاء الروحي والاتصال بخالقه.

التهيؤ لصلاة الجمعة هو لحظة لقاء بين القلب والنية، حيث يراجع المرء ذاته قبل أن يخطو إلى المسجد، يطهر قلبه من الغلّ والرياء، ويستبدل الهموم بالدعاء، مستحضرًا عظمة اليوم الذي خُصّ به المسلمون تكريمًا ورفعة.

وما أجمل أن يرافق المسلم الجماعة في طريقه إلى المسجد، فالرفقة الصالحة تزيد الأجر وتضاعف الثواب، إذ تتنزل الرحمة على القلوب المتآلفة، ويكتب الله لكل خطوة نحو المسجد نورًا في الدنيا ورفعة في الآخرة. إنها لحظات إيمانية تُشعر الإنسان بقيمة الجماعة وتزرع في النفس الطمأنينة.

وعندما يجتمع المؤمنون على ذكر الله، تمتزج الأرواح في طهرها، ويصبح الصف الواحد رمزًا للوحدة والإخاء. فالمسجد لا يجمع الأبدان فحسب، بل يوحّد القلوب ويغرس بذور المحبة، لتكون صلاة الجمعة رسالة تربوية تُعلّم الصبر، والتواضع، والرحمة.

ثم يأتي فعل الخير ليُكمل بهاء هذا اليوم المبارك، فالتصدق قبل أو بعد صلاة الجمعة يزيد في البركة ويمحو الخطايا. فالصدقة ليست فقط مالًا يُبذل، بل نية طيبة تُكتب في صحائف النور، وهي تعبير صادق عن الامتنان لنعم الله.

إن في العطاء سرًّا يفتح أبواب السعادة، فالمتصدق يشعر براحة داخلية تفوق أي متعة مادية، وكأنما الله يجزيه في الدنيا قبل الآخرة بسكينة لا توصف. فكل درهم يُمنح لوجه الله يعود خيرًا مضاعفًا في الرزق والعمر.

ومن الجميل أن يربط المسلم بين عبادته وصلته بالناس، فيجعل يوم الجمعة يومًا للسلام والصلح، يتفقد فيه الجار والمحتاج، ويسأل عن صديق غاب أو قريب اشتاق. فالإيمان ليس صلاة فحسب، بل هو تفاعل إنساني يسمو بالروح والمجتمع.

هكذا يكون يوم الجمعة يومًا جامعًا بين العبادة والعطاء، بين الصفاء الفردي والتلاحم الجماعي، فيغدو شعاعًا من نور يُنير الدروب ويبارك الأعمار، لأن من هيأ نفسه للجمعة وصلى مع الجماعة وتصدق، فقد فاز بخير الدنيا ونعيم الآخرة.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك