خامنئي يتحصن تحت الأرض وطهران تستعد لمرحلة ما بعد المرشد

خامنئي يتحصن تحت الأرض وطهران تستعد لمرحلة ما بعد المرشد
تقارير / السبت 21 يونيو 2025 - 21:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي

في مشهد غير مسبوق منذ قيام الجمهورية الإسلامية، كشفت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مصادر إيرانية مطلعة، أن المرشد الأعلى علي خامنئي لجأ إلى مخبأ سري تحت الأرض، في خطوة تعكس حجم التهديدات الأمنية والعسكرية التي تواجهها إيران في ظل التصعيد المتصاعد مع إسرائيل.

هذه التحركات الاستثنائية تمثل تحولًا عميقًا في نهج القيادة الإيرانية، التي ظلت لسنوات تتعامل مع قضايا الأمن الداخلي واستمرارية الحكم بمنطق الغموض والتكتم.

المرشد في المخبأ والاتصالات مقطوعة

بحسب ثلاثة مصادر داخلية، فإن خامنئي، البالغ من العمر 86 سنة، قطع كافة أشكال التواصل الإلكتروني، وقلّص اتصالاته بالقيادات العسكرية والأمنية إلى نطاق ضيق جدًا يتم عبر وسيط شخصي موثوق فقط، في ظل ما تعتبره طهران "أخطر تصعيد منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات". هذه الحالة من العزلة تأتي في سياق ضربات جوية إسرائيلية متكررة، استهدفت منشآت حساسة، من بينها مواقع نووية، وقواعد للحرس الثوري، وأسفرت عن مقتل عدد من القادة البارزين في غضون أيام.

خطة الطوارئ: تعيين 3 مرشحين لخلافة المرشد

في سابقة سياسية نادرة، أفادت المصادر ذاتها بأن خامنئي اتخذ قرارًا استباقيًا بتحديد ثلاثة رجال دين بارزين كمرشحين محتملين لخلافته، وأمر مجلس خبراء القيادة – الهيئة المخوّلة قانونيًا باختيار المرشد – بالاستعداد لاختيار أحدهم فورًا ودون تأخير، في حال اغتياله أو وفاته، لضمان استمرارية الحكم وتجنب أي فراغ دستوري قد يهز استقرار البلاد.

اللافت في الأمر أن مجتبى خامنئي، نجل المرشد، لم يكن ضمن القائمة، ما يفند بشكل واضح فرضية التوريث التي راجت طويلاً، ويؤشر إلى ميل القيادة الحالية نحو مقاربة مؤسساتية أكثر براغماتية في إدارة انتقال السلطة، خاصة بعد استبعاد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه في حادث تحطم مروحية عام 2024.

إسرائيل تضرب.. وإيران تعيد تموضعها الأمني

التطورات على الأرض دفعت طهران إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة لإعادة التموضع العسكري والأمني، خاصة بعد تلقيها ضربات مباشرة على منشآت استراتيجية. وتشير تقارير إلى أن إسرائيل – بدعم تكنولوجي واستخباراتي من واشنطن – قد اخترقت البنية الأمنية الإيرانية، ونفذت هجمات دقيقة عبر طائرات مسيرة وعمليات تجسس ميدانية، ما فاقم حالة الذعر داخل الدوائر العليا للنظام.

الشارع الإيراني قلق.. والسلطات تتوعد

في ظل هذا الوضع المتوتر، يعيش الإيرانيون حالة من القلق الحاد، مع تزايد الانقطاعات في الإنترنت وتشديد القبضة الأمنية في المدن الكبرى. أصدرت السلطات دعوات للأشخاص الذين يُشتبه في تعاونهم مع "العدو" لتسليم أنفسهم طوعًا، مع التهديد بعقوبات تصل إلى الإعدام. هذه الأجواء المشحونة تعكس إدراكًا رسميًا لخطورة اللحظة، واحتمال أن تتحول الحرب الخارجية إلى حالة من الانفجار الداخلي.

هل انتهى زمن "المرشد الخفي"؟

من الواضح أن القيادة الإيرانية دخلت مرحلة جديدة، لم يعد فيها الحديث عن الخلافة من المحظورات، بل ضرورة ملحة أمام تصاعد التهديدات الوجودية. قرار خامنئي بوضع خطط طوارئ وإعلان استعدادات لخلافته يطرح أسئلة جوهرية: هل نحن أمام تحول في بنية النظام الإيراني؟ وهل هناك نية لإعادة هيكلة السلطة بما يستجيب لتحديات المرحلة؟ الأكيد أن خامنئي لم يعد في موقع المراقب، بل انتقل إلى وضع الدفاع الكامل عن النظام.

وفي ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، والتهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، فإن المرحلة المقبلة مرشحة لمزيد من التعقيد. والمجهول الأكبر يبقى: من سيقود إيران إذا غاب المرشد؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك