أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
تتكشف اليوم فضيحة مدوية ضربت صورة الملاعب التي لطالما تغنى
بها فوزي لقجع وأُحيطت بهالة من التباهي والاحتفال، بعد أن أنفقت الجامعة الملكية
المغربية لكرة القدم ميزانيات ضخمة لإنجازها، لكن أول اختبار حقيقي مع فصل الشتاء
كان كافيًا لفضح هشاشة البنية وجودة الإنجاز، بعدما سالت المياه من الأسقف وتحوّل
المشهد من ملاعب احترافية إلى فضاءات تستقبل “السطولة” و“الغراريف” بدل استقبال
الجماهير.
وجاءت التساقطات الأولى لتبرهن أن البريق الخارجي لا يمكنه
إخفاء العيوب البنيوية التي ظهرت بوضوح، في تطبيق حي للمثل المغربي "المزوق
من برا أش خبارك من لداخل".
فالملاعب التي
وُصفت بالأحسن قاريا أظهرت تسربات مائية خطيرة، وشقوقًا في الأسطح، وعيوبًا هندسية
صادمة تداولتها مواقع التواصل تحت عنوان "شلالات لقجع" التي تحولت إلى
مادة للسخرية والغضب في آن واحد.
وتتساءل شريحة واسعة من الرأي العام عن مصير الملايير التي
صُرفت على هذه المشاريع التي كان من المفترض أن تصمد لسنوات طويلة قبل ظهور أي
خلل، قبل أن تنكشف الأعطاب في أول مباريات الإفتتاح، مما يؤكد وجود شبهات تدبيرية
وهندسية غير مقبولة في منشآت يُفترض أن ترقى للمعايير الدولية الصارمة.
وما يجعل الوضع أكثر خطورة هو أن هذه الملاعب تخضع لمراقبة
الفيفا ولأضواء العالم، خاصة في ظل استعداد المغرب لاحتضان تظاهرات كروية كبرى،
قارية وعالمية، فظهور هذه الفضيحة في هذا الوقت تحديدًا يهدد بشكل مباشر سمعة
الرياضة المغربية ومشاريعها التي تم الترويج لها باعتبارها نموذجًا للنجاح والتطور.
ومع تصاعد الغضب الشعبي
وتزايد الانتقادات، أصبحت الحاجة ملحة لفتح تحقيق شامل ومحاسبة جميع المسؤولين عن
هذه المهزلة الهندسية، لأن ما جرى ليس مجرد خطأ تقني، بل إخفاق جسيم يكشف خللًا
بنيويًا في تدبير المشاريع الرياضية ويفتح الباب على تساؤلات عميقة حول حقيقة
الإنجازات المعلنة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك