نائبتان برلمانيتان و"البوز" الخاوي في محطة القطار بالرباط

نائبتان برلمانيتان و"البوز" الخاوي في محطة القطار بالرباط
ديكريبتاج / الأربعاء 31 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" صورة تظهر جلوس نائبتين برلمانيتين على أرض محطة القطار بالعاصمة الرباط قُدّم كأنه صرخة احتجاج نبيلة على غياب الكراسي، بينما الحقيقة أبسط وأوضح من كل هذا الإخراج الرديء يقول الرواد.

المحطة تعيش أشغال توسعة، والمقاعد موجودة لكنها محدودة كما هو معمول به في كل محطات العالم، ولا أحد وعد الركاب بسرير أو أريكة شخصية، المشهد لم يكن دفاعًا عن المواطن بقدر ما كان لقطة محسوبة بعناية، لأن المعاناة الحقيقية لا تُكتشف فجأة بعد سنوات من الصمت المريح داخل قبة البرلمان.

المفارقة الصارخة أن النائبتين عاشتا سنوات داخل البرلمان حيث المقاعد الوثيرة، التكييف، المطاعم، وكل شروط الراحة، دون أن تتحركا يومًا للسؤال أو المساءلة أو حتى الإشارة إلى وضع محطة القطار المجاورة لمقر عملهما، لم يظهر القلق على الكراسي في اللجان ولا في الجلسات ولا في أي مبادرة رقابية، وكأن المشكلة لم تولد إلا عندما اقتربت نهاية الولاية وضاق الوقت واحتاج الخطاب إلى مادة سهلة الاستهلاك.

الأغرب أن البدائل كانت واضحة وبسيطة، فمحطة الرباط أكدال قريبة ومجهزة بكل ما يلزم من فضاءات انتظار ومرافق، لكن اختيار الجلوس على الأرض كان رسالة موجهة للكاميرا أكثر منه بحثًا عن حل. هكذا تتحول قضايا عادية إلى شعارات موسمية، يظهر فيها الحرص قبل الانتخابات ويختفي تمامًا خلال سنوات السلطة، حيث الكراسي مضمونة ولا حاجة للجلوس على الأرض.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك