
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
لم يعد السؤال مطروحًا في الصالونات
السياسية فقط، بل في الشارع العربي كله: هل مازال العرب يثقون في أمريكا التي ترفع
شعار الحماية بينما قواعدها العسكرية تنتشر في أراضيهم؟ الحقيقة أن مشهد الطائرات
التي عبرت الأجواء السعودية لتقصف الدوحة بـاثني عشر صاروخًا كشف المستور وأعاد
النقاش حول جدوى هذه الحماية الأمريكية.
الدول العربية التي أنفقت المليارات
على صفقات الوهمية والهدايا وعلى استضافة القواعد العسكرية الأمريكية، اكتشفت
اليوم أن هذه القواعد ليست إلا أداة ضغط وليست درعًا يحميها، فأين كانت الدفاعات
الجوية التي يُقال إنها الأحدث عالميًا؟
وأين تلك المظلة الأمنية التي وعدت
بها واشنطن؟
الأسئلة تتدفق ولا تجد إجابة، سوى أن
أمريكا لا ترى في الخليج سوى خزائن مفتوحة لحلب جديد.
الخيارات أمام العرب تتقلص، ومعها
تتضح حقيقة أن الرهان على واشنطن لم يعد إلا ورقة خاسرة، فبدل الاستمرار في
الارتهان للقواعد الأجنبية، يلوح خيار التحالف مع روسيا والصين وحتى كوريا
الشمالية كبديل يعيد للعرب شيئًا من الاستقلالية المفقودة.
قصف مكتب حماس في قلب الدوحة لم يكن
مجرد حدث عسكري، بل جرس إنذار يوقظ العرب من وهم الثقة في شريك لا يتردد في بيعهم
عند أول صفقة مع إسرائيل، إن ما جرى يثبت أن أمريكا ليست حليفًا استراتيجيًا بقدر
ما هي سمسار حرب يلهث وراء مصالحه فقط.
إن الزمن العربي اليوم يستدعي قرارًا
تاريخيًا بطرد القواعد الأجنبية والبحث عن تحالفات جديدة تُبنى على الندية
والمصالح المشتركة، لا على الهيمنة والابتزاز، فما حدث في قطر دليل قاطع على أن
واشنطن لن تكون يومًا درعًا واقيًا لأي دولة عربية من المحيط إلى الخليج، بل سوطًا
مسلطًا كلما تعلق الأمر بأمن إسرائيل.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك