أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
حسب مصادر إعلامية متطابقة، في مشهد
يطرح أكثر من علامة استفهام، يواصل "إدريس لشكر"، الكاتب الأول لحزب
الاتحاد الاشتراكي، هندسة قيادة الحزب وفق مقاس العائلة، حيث تتوالى التعيينات
التي تضع أبناءه في مناصب حساسة، سواء داخل التنظيم أو في المنتديات الدولية.
فبعد الدفع بابنته "خولة"
نحو منصب نائبة رئيس الأممية الاشتراكية، جاء الدور على ابنه الحسن الذي اعتُمد
مؤخرًا منسقًا دوليًا لشبكة البرلمانيين الشباب الاشتراكيين بمراكش.
المنتدى الذي عرف مشاركة واسعة من
ممثلين لـ 35 دولة وقرابة 120 برلمانيًا، تحوّل إلى منصة لتتويج الوريث الجديد، في
خطوة اعتبرها كثيرون تأكيدًا على هيمنة منطق "التوريث الحزبي" وسط غياب
أي نقاش ديمقراطي داخلي، أو منافسة مفتوحة داخل دواليب الاتحاد الاشتراكي الذي كان
في زمن مضى مدرسة للتكوين السياسي والتعددية.
الإتحاديون يخافون أن يتحول الحزب من حزب
القوات الإشتراكية الشعبية إلى حزب يطبخ "الشعرية في الكوزينة" العائلية
في بيت الكاتب العام، في مشهد سياسي يضرب تاريخ الإشتراكيين في الخاصرة.
الأمر لا يقف عند المناصب، بل تعداه
إلى السيطرة التامة على أدوات الحزب الرقمية، حيث أوكل لشكر لأبنائه مهمة الإشراف
على الصفحات الرسمية للحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحولت إلى أبواق
تمجيد وترويج لأنشطة "الزعيم" دون أي تغطية لأنشطة باقي القياديين أو
الهياكل التنظيمية الأخرى، وكأن الحزب أصبح مجرد ظلال تدور حول شخص واحد.
هذا الواقع يعكس بوضوح أن الاتحاد
الاشتراكي لم يعد ذلك الحزب الجماهيري الذي تربّت فيه أجيال من المثقفين
والمناضلين، بل بات أقرب إلى شركة عائلية تُوزَّع فيها المهام والامتيازات على
أفراد العائلة تحت غطاء النضال والتقدمية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك