نحو شراكة إفريقية-أممية لكسر صمت العالم عن معاناة المهاجرين

أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا

شهد مقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان ميلاد اتفاقية غير مسبوقة تحمل دلالات عميقة في سياق الدفاع عن حقوق المهاجرين. اللقاء، الذي التأم فيه الفاعل الأممي بالعمق الإفريقي، أفرز اتفاقية إطار بين لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم والشبكة الإفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، في حدث يوحي بتغير جذري في منطق تدبير قضايا الهجرة نحو مقاربة إنسانية قائمة على كرامة الفرد وصون حقوقه.

هذه المبادرة، التي صاغ معالمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تمثل رافعة لتوطيد العمل الإقليمي والدولي من أجل احترام حقوق المهاجرين، وتحقيق التقاء عملي بين مضامين الاتفاقية الدولية الخاصة بالعمال المهاجرين و”ميثاق مراكش”، خصوصًا من خلال مأسسة الشراكة بين اللجنة الأممية والشبكة الإفريقية، بما يجعل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان طرفًا محوريًا في هذا التحول.

السيدة آمنة بوعياش، التي ترأست اللقاء بصفتها رئيسة المجلس الوطني ورئيسة مجموعة العمل المعنية بالهجرة داخل الشبكة الإفريقية، اعتبرت التوقيع لحظة مفصلية لترسيخ التعاون المؤسساتي كوسيلة لمواجهة تصاعد خطاب الكراهية والإقصاء، مبرزة أن الميثاق والاتفاقية ليسا مجرد وثائق، بل مرجعية أخلاقية في زمن تهتز فيه مبادئ التضامن الدولي.

اللقاء تميز كذلك بتقديم التعليق العام رقم 6، الذي دعا إلى قراءة تكاملية بين “ميثاق مراكش” والاتفاقية الأممية، مما يكرس تقاطع الالتزامات القانونية والطوعية خدمة لعدالة مهاجرات ومهاجرين يتم تهميشهم داخل السياسات العمومية، في وقت يعلو فيه صوت الجدران على منطق الحقوق. هذا التمشي الجديد يطمح إلى جعل إفريقيا منبرًا للكرامة لا معبرًا للمعاناة.