أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/إيطاليا
في مشهد يزداد تعقيدًا مع كل يوم،
عبّر العديد من المغاربة عن غضبهم العارم من المسلسلات الرمضانية في 2025، معتبرين
أنها تخرج عن حدود الأدب والأخلاق، على منصات التواصل الاجتماعي، تصدرت التغريدات
الرافضة للمحتوى السائد هذا العام، حيث قال أحد المغردين: "هادو راه خرجو
ليها نيشان، ما بقاش الواحد يجلس مع ولاو ولا واليديه قدام التلفزة"، تعكس
هذه الكلمات السخط الشعبي تجاه ما يُعرض من محتوى، خاصة في شهر رمضان المبارك،
الذي يظل فضاء للتوبة والتأمل وليس لعرض أعمال تسيء للذوق العام.
الغضب الشعبي لم يقتصر على مشاهد
معينة، بل شمل مجمل الأعمال التي تراها شريحة واسعة من المغاربة "خادشة
للحياء" وتروج لقيم بعيدة عن روح الشهر الفضيل، إذ يطالب المواطنون بمحتويات
ذات جودة عالية، تلامس همومهم وتلبي تطلعاتهم دون المساس بالأخلاقيات.
وقد وصلت الاحتجاجات إلى حد المطالبة بتغيير
جذري في سياسة الإنتاج التلفزيوني، الذي يسيطر عليه وجوه باتت محروقة، كما يقول
الكثيرون، ولا تتناغم مع تطلعات الجمهور في رمضان.
على الرغم من هذه الانتقادات الواسعة،
لا يبدو أن القنوات المغربية ستقوم بتغيير استراتيجياتها في الوقت القريب، بل إن
الوجوه التقليدية التي تتصدر هذه الأعمال ما زالت محتكرة للشاشة المغربية، في حين
أن الجمهور يطالب بدماء جديدة قادرة على تقديم محتوى يتناسب مع قيم المجتمع
المغربي.
في نفس الوقت، أظهرت مواقع اليوتيوب سلسلات عرفت نجاحًا باهرًا في جذب الجمهور المغربي، إذ أصبح العديد من المغاربة يفضلون التفرج عبر هواتفهم الذكية بعيدًا عن الشاشات التقليدية، هذه الظاهرة تعكس تحولًا كبيرًا في تفضيلات المتابعين، حيث يُقبلون أكثر على المحتوى الذي يقدمهم لهم صناع مبتكرون بعيدًا عن الأطر التقليدية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك