بقلم : محمد أحواش
في جلسة
برلمانية مباشرة أثار تصريح برلماني موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي
وفي الأوساط الاقتصادية والاجتماعية، فقد اتهم النائب بعض المطاحن الكبرى بأنها
“تستفيد من أموال طائلة من الدولة، لكنها تقوم بطحن الورق المقوى وخلطه مع الطحين
المدعم”، في تصريح أثار صدمة وقلق المواطنين، لاسيما الفئات الفقيرة التي تعتمد
على الطحين المدعم في حياتها اليومية.
هذا الاتهام،
إذا صحّت صحته، يعد تجاوزًا خطيرًا للثقة العامة ويطرح تساؤلات حول الرقابة على
قطاع حيوي يمس الأمن الغذائي للمغاربة، إلا أن التصريحات البرلمانية أثارت أيضًا
شكوكًا لدى بعض المتتبعين، الذين يعتبرون أن توقيت هذا التصريح ليس عشوائيًا،
ويشير إلى احتمال تمهيد الأرضية لرفع الدعم عن السلع الأساسية، بما فيها الطحين
والسكر وغاز البوطان.
المحللون
الاقتصاديون يشيرون إلى أن القطاع يمر بحساسية كبيرة، وأن أي حديث عن الغش أو سوء
التسيير قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية ويزيد الضغط على القدرة
الشرائية للمواطنين. في المقابل، يشدد بعض البرلمانيين على ضرورة فتح تحقيق شفاف
وعاجل للتأكد من صحة هذه الادعاءات، والحفاظ على مصداقية الدعم العمومي.
من جهة أخرى،
يرى مراقبون أن هذه الاتهامات تُحمل رسالة مزدوجة: فهي تحذر من التجاوزات في
القطاع، لكنها قد تُستخدم أيضًا لضبط النقاش حول الدعم الحكومي في المستقبل
القريب. وهو ما يضع المواطنين أمام حقائق مؤلمة حول مدى شفافية السياسات العمومية
واستهداف مصالح الفئات الأكثر هشاشة.
المطلوب
اليوم، بحسب خبراء الاقتصاد والسياسة، هو مزيج من التحقيق الجاد والرقابة الصارمة،
مع التواصل الواضح للمواطنين، لتجنب أي تضليل أو استغلال سياسي لموضوع حساس يمس
حياة الأسر المغربية اليومية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك