منظر صادم ويبكي العيون بجرادة: المرضى بين مطر الإهمال وصمت المسؤولين

منظر صادم ويبكي العيون بجرادة: المرضى بين مطر الإهمال وصمت المسؤولين
مجتمع / الأربعاء 10 سبتمبر 2025 - 20:38 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

في مشهد يوجع القلب قبل العين، وجد العشرات من المرضى بمدينة جرادة أنفسهم تحت زخات المطر أمام المستشفى الإقليمي "لعوينات"، ينتظرون دورهم لإجراء فحوصات "السكانير" في ظروف غير إنسانيةن لم تكلّف المندوبية الإقليمية للصحة نفسها عناء توفير أبسط الشروط الوقائية، مثل وضع واقيات للأمطار أو قاعة استقبال تحفظ كرامة هؤلاء المواطنين، في مشهد مؤلم يظهر كيف تحوّل انتظار العلاج إلى معاناة إضافية، في صمت مطبق من الجهات التي يفترض بها حماية صحة الناس.

وما يزيد الجرح عمقًا هو أن بين هؤلاء المنتظرين مرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، يجلسون على كراسي متحركة بلا حول ولا قوة، يتلقون قطرات المطر كصفعات متتالية من الإهمال، هؤلاء الذين يحتاجون عناية مضاعفة ورعاية خاصة، تُركوا لمصير مجهول أمام أعين المسؤولين المحليين الذين لم يحركوا ساكنًا، بدل أن يجدوا الحماية والرحمة، وجدوا أنفسهم أسرى للبرد والمطر، وكأن معاناتهم الصحية لا تكفي لتنهك أجسادهم الضعيفة.

مدينة جرادة، التي قدّمت أبناءها في مناجم الفحم دفاعًا عن لقمة عيش قاسية، تستحق على الأقل أن يُكرَّم سكانها بالرعاية الصحية والاحترام، كيف يعقل أن يُترك من أفنوا شبابهم في خدمة اقتصاد الوطن ليصارعوا المطر والشمس في ممرات المستشفى؟

هذا ليس مجرد تقصير إداري، بل استخفاف بكرامة الإنسان وحقه الأساسي في الصحة، هنا يطرح السؤال نفسه: هل كرامة المواطن بجرادة أقل قيمة من أي مكان آخر؟

إن ترك المرضى تحت رحمة العوامل الطبيعية يعبّر عن سياسة صمت ممنهج، واستهتار بالمسؤولية العمومية، وزارة الصحة مطالبة بالتحرك العاجل، لا بتصريحات مسكنة ولا بوعود فضفاضة، بل بقرارات عملية توفر قاعات انتظار مجهزة، وتضع حداً لمآسي يتكرر مشهدها كل شتاء وصيف، إن الأمر لم يعد يحتمل التأجيل، فالمواطنون لم يعودوا بحاجة إلى الشفقة، بل إلى الكرامة والحقوق.

المشهد في جرادة اليوم ليس حادثًا عابرًا، بل علامة على أزمة عميقة في تدبير قطاع الصحة بالمناطق المنسية، صورة المرضى الغارقين تحت المطر أمام المستشفى ستبقى شاهدة على قصور مؤسسات كان يفترض أن تحميهم، صرخة من جرادة يجب أن تُسمع في مكاتب الرباط، فالصحة ليست ترفًا بل حق دستوري، وإذا لم تتحرك الوزارة المعنية اليوم، فإن التاريخ سيحاكم هذا الإهمال، والمواطنون لن ينسوا أن معاناتهم كانت تُعرض للعيان دون أن يمدّ أحد لهم يد العون.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك