أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
في مشهد مأساوي يتكرر كل صيف، يعيش
القطيع المغربي اليوم واحدة من أصعب فصول معاناته، حيث لا ماء في السواقي ولا عشب
في المراعي، الجفاف الخانق وارتفاع درجات الحرارة حولا الحقول إلى أراضٍ قاحلة،
فيما ارتفعت أسعار التبن والكلأ بشكل جنوني، لتزيد من محنة الفلاحين الصغار الذين
باتوا يواجهون مصيرًا مجهولًا بلا دعم يُذكر ولا تدخل حكومي يرقى إلى مستوى
الكارثة البيئية والاجتماعية التي تتهددهم.
أصوات الفلاحين ترتفع من السهول
والهضاب والجبال، مطالبةً بإنقاذ ما تبقى من الثروة الحيوانية التي تشكل عصب
الاقتصاد القروي، هؤلاء الفلاحون، الذين لطالما شكّلوا صمام أمان للأمن الغذائي
الوطني، يرون أنفسهم اليوم محاصرين بين مطرقة الندرة وسندان الغلاء، وسط وعود
رسمية لا تسمن ولا تغني من عطش.
المطلب اليوم ليس مجرد دعم موسمي هش،
بل خطة استعجالية واقعية تعترف بتضحيات هؤلاء الفلاحين ومجهوداتهم الجبارة في
الحفاظ على القطيع المغربي في وجه التقلبات المناخية، لأن صمت الحكومة، في ظل هذا
الجفاف القاتل، ليس سوى مساهمة غير مباشرة في دفن ما تبقى من الأمل في البوادي
المغربية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك