أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
من الرباط، اليوم الثلاثاء جاءت رسالة
والي بنك المغرب "عبداللطيف الجواهري" واضحة وحاسمة مفادها أن الأسعار
حين تصعد نادرًا ما تعود إلى الوراء، وأن المعركة الحقيقية كان ينبغي خوضها قبل
انفلات موجة الغلاء لا بعد ترسخها في جيوب المواطنين، لأن الواقع الاقتصادي يثبت
أن الارتفاع حين يصبح أمرا واقعا تلتف حوله مصالح متعددة يصعب تفكيكها.
الجواهري شدد على أن تراجع معدل
التضخم في التقارير لا يعني بالضرورة أن المواطن سيشعر بانخفاض فعلي في الأسعار،
موضحا أن هذه المفارقة معروفة عالميا، حيث يستمر الغلاء رغم تحسن المؤشرات، ما
يجعل التدخل المبكر ضرورة قصوى لمعالجة التضخم قبل أن يتحول إلى عبء دائم يرهق
القدرة الشرائية.
وفي سياق آخر، توقف والي بنك المغرب
عند وضعية الدرهم، مبرزا أن العملة الوطنية ظلت مستقرة ومحافظة على قيمتها
الخارجية رغم التحولات الاقتصادية والتقلبات الدولية، في مؤشر اعتبره إيجابيا
ويعكس صلابة التوازنات المالية التي راكمها المغرب على مدى سنوات.
أما بخصوص صندوق المقاصة، فقد أكد
الجواهري أن إصلاحه لم يعد يحتمل مزيدا من التأجيل، لأن الدعم الحالي يستفيد منه
الجميع دون تمييز، معتبرا أن العدالة الاجتماعية تقتضي توجيه الدعم لمن يستحقه
فعلا، وهو ما يتطلب إرادة سياسية حقيقية وسجلا اجتماعيا دقيقا، إضافة إلى شجاعة في
اتخاذ القرار وشرح أبعاده وضمان تطبيقه بشكل منصف.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك