مقاتلات الجيل السادس..سباق السماء يشتعل والعالم يُعيد رسم خريطة التفوق الجوي

 مقاتلات الجيل السادس..سباق السماء يشتعل والعالم يُعيد رسم خريطة التفوق الجوي
شؤون أمنية وعسكرية / الأحد 20 يوليو 2025 - 17:30 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي

حين كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن مشروع تطوير مقاتلات الجيل السادس، انكشفت تفاصيل مرحلة جديدة في سباق التسلح الجوي العالمي. فبينما لا يزال العالم يناقش قدرات الجيل الخامس ممثلة في طائرات مثل F-35 وSu-57، بدأت القوى الكبرى في التسابق لتطوير طائرات تتجاوز حدود السرعة، التخفي، والتكامل الشبكي، نحو جيل لا يرى فيه الطيران الحربي مجرد معركة، بل "عقلاً عسكرياً طائراً".

تطور الطيران الحربي: من اللهب إلى الذكاء

مرّ تطور المقاتلات بمراحل متعددة. بعد الحرب العالمية الثانية، ظهرت الطائرات النفاثة، ثم دخل العالم عصر الصوتيات مع الجيل الثاني، وظهرت المناورة في الجيل الثالث. الجيل الرابع أتى بأنظمة قتالية متعددة، بينما غيّر الجيل الخامس المفاهيم بفضل التخفي والذكاء الصناعي. أما الجيل السادس، فهو خطوة نحو "الدماغ الطائر" الذي ينسّق، يقرّر، ويقاتل، غالباً دون تدخل بشري.

الجيل السادس.. عقل إلكتروني يطير

الطائرات الجديدة ستكون مختلفة تمامًا: أنظمة ذكية لجمع البيانات وتحليلها، تنسيق مع مسيّرات، قدرة على التخفي المتعدد (راداري، حراري، صوتي)، وأسلحة طاقة مثل الليزر والميكروويف. كما ستُجهّز بصواريخ فرط صوتية، وتعمل ضمن شبكات رقمية متكاملة مع البر والبحر والفضاء.

إف-47.. سلاح أميركا الفتاك للسيادة الجوية

الولايات المتحدة تقود هذا السباق عبر مشروع NGAD (الهيمنة الجوية للجيل التالي)، الذي أصبحت إف-47 أيقونته. تعمل الطائرة بمحرك تكيّفي يوازن بين السرعة والمدى، ما يمنحها مرونة فائقة، وقدرة على تنفيذ مهام هجومية ودفاعية متطورة. وستكون إف-47 قادرة على قيادة أسراب من الطائرات بدون طيار، تعمل تحت إشرافها وبتكامل تام.

أوروبا لا تقف مكتوفة الأيدي

أوروبا تتحرك على جبهتين: مشروع "تيمبيست" بقيادة بريطانيا، وإيطاليا، واليابان، عبر برنامج GCAP، والذي من المتوقع أن يُنتج أول مقاتلة بحلول 2035. أما المشروع الثاني FCAS، فتقوده فرنسا وألمانيا وإسبانيا، ويهدف إلى خلق نظام جوي متكامل يجمع بين الطائرة والمنصات الأرضية والفضائية، على أن يدخل الخدمة بعد 2040.

الصين: تسلّح صامت بتصاميم متقدمة

الصين، المعروفة بتحركاتها الاستراتيجية الهادئة، كشفت في نهاية 2024 عن طائرتين مستقبليتين: J-36 وJ-50، بتصاميم خفية ومآخذ هواء مبتكرة. بكين تستهدف دخول الخدمة قبل 2035، مع تركيز واضح على ردع الولايات المتحدة ومنافسة قوى آسيا مثل الهند واليابان.

روسيا.. طموح يصطدم بالعقوبات

رغم طموحها لتطوير طائرة MiG-41 بسرعة تفوق فرط الصوت وارتفاعات شاهقة، تعاني روسيا من مشكلات بنيوية بسبب العقوبات الغربية والحرب في أوكرانيا. المشروع يواجه تأخيراً كبيراً، ما يجعل دخوله الخدمة قبل 2035 أمراً مستبعداً.

تركيا على خطى الكبار

تركيا بدورها دخلت السباق بطائرتها "قآن"، التي أجرت أول طلعة في 2024، ضمن مشروع محلي بالكامل، وتستهدف التسليم بحلول 2030. لكن أنقرة تُعد العدة لما بعد ذلك، عبر دمج “قآن” بأنظمة هجينة من المسيّرات مثل "كيزل إلما" و"أنكا-3". التوجه التركي يحاكي النموذج الأميركي، ويؤكد رغبتها في فرض نفسها كقوة إقليمية وعالمية.

من يصنع، يملك القرار

المسألة لا تتعلق فقط بالتفوق العسكري. إنها أيضًا معركة من أجل السيادة الصناعية، وبناء نفوذ سياسي واقتصادي. الدول التي تصنع مقاتلاتها تفرض قواعد اللعبة، بينما تلك التي تشتري، تبقى تابعة. لذلك، تستثمر القوى الكبرى بشكل هائل في هذه الصناعة، لأنها تعلم أن من يسيطر على السماء، يتحكم بمصير الأرض.

من سيتفوّق في سماء الغد؟

بين الذكاء الاصطناعي، التخفي المتعدد، التكامل الشبكي، وأسلحة الطاقة، تتغيّر قواعد الحرب الجوية. العالم لم يعد يبحث عن أسرع طائرة فقط، بل عن أذكاها. والسباق لا زال في بدايته، لكن المؤكد أن من سيفوز فيه لن يكون مجرد قوة جوية، بل إمبراطورية تكنولوجية جوية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك