أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي
حالة من الترقب والقلق المشوب بالحذر تسود داخل الأوساط السياسية والعسكرية في طهران، بالتزامن مع تصاعد التوترات الإقليمية والدولية التي تضع إيران في قلب معادلة معقدة ومرشحة للانفجار في أي لحظة. مراقبون يتحدثون عن وضع استثنائي يسوده الغموض، في ظل غياب وضوح في المواقف الدولية، وتزايد المؤشرات على سيناريوهات قد تفضي إلى مواجهة عسكرية مباشرة أو حرب باردة بأدوات غير تقليدية.
ترقب لموقف أمريكي غامض
في طهران، تتابع القيادات الإيرانية عن كثب تحركات الإدارة الأمريكية، خصوصاً مع تلميحات سياسية وإعلامية إلى إمكانية لجوء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى تصرفات أحادية الجانب، قد تُشعل فتيل التصعيد. هذا الاحتمال يُثير مخاوف لدى صناع القرار في إيران، الذين يدركون أن أي خطوة مفاجئة من هذا النوع قد تُربك الحسابات وتدفع المنطقة نحو مواجهة غير محسوبة العواقب.
دبلوماسية وقائية وتحركات إقليمية
في محاولة لامتصاص التوتر وتفادي التصعيد، كثفت طهران تحركاتها الدبلوماسية على أكثر من جبهة، من خلال اتصالات رفيعة المستوى مع عدد من الأطراف الإقليمية والدولية، في مسعى لتأمين مظلة سياسية تحميها من أي تدخل خارجي محتمل. هذه التحركات لا تهدف فقط إلى كسب الدعم، بل أيضاً إلى إظهار أن إيران ليست معزولة، وأنها تملك أدوات دبلوماسية لمواجهة أي تحرك عدائي قد يُنفذ ضدها.
دعم غير معلن من روسيا والصين
وفي خلفية هذه الأزمة، يظهر موقف روسيا بوصفه مؤشراً محورياً على التحولات الجارية. فقد وجهت موسكو، دون الدخول في التفاصيل، رسائل واضحة إلى الغرب تؤكد أن أي تدخل عسكري ضد إيران لن يمر مرور الكرام، وأن الرد الروسي قد يتجاوز نطاق التصريحات السياسية إلى تحركات ملموسة في الميدان، وإن كان دون تدخل مباشر. هذا الموقف يُفهم على أنه رسالة ردع مزدوجة: لإبراز الدعم السياسي والعسكري غير المعلن لطهران، ولإعادة ضبط التوازنات الاستراتيجية في المنطقة.
في المقابل، تُشير تقارير متداولة إلى نشاط صيني غير معلن يجري داخل الأراضي الإيرانية، يتجلى في وصول طائرتين إلى ثلاث طائرات خلال الأيام القليلة الماضية. المهمة غير معروفة رسمياً، لكن مصادر مطلعة تُرجح أنها ذات طابع استخباراتي – تقني، وقد تندرج ضمن جهود تقديم دعم معلوماتي للقوات المسلحة الإيرانية، خصوصاً في ما يتعلق بمواجهة التفوق الإسرائيلي في مجالات التكنولوجيا والرصد.
تحالفات الظل وتفاهمات ما وراء الستار
هذه المؤشرات المتعددة، وإن كانت لم تُعلن بشكل رسمي، إلا أنها تفتح المجال لتكهنات متزايدة حول طبيعة العلاقات بين إيران وكل من روسيا والصين. فالتعاون بين هذه الأطراف يبدو أنه يتجاوز إطار الاتفاقيات الاقتصادية أو التجارية التقليدية، ليشمل جوانب خفية تتعلق بالتنسيق العسكري والاستخباراتي، وربما حتى تقاسم المعلومات والقدرات في مواجهة خصوم مشتركين.
استعدادات مفتوحة على كل الاحتمالات
في ضوء هذه التطورات، يبدو أن طهران لا تكتفي بموقع المتفرج، بل تعمل على رفع جاهزيتها لمواجهة كافة السيناريوهات المحتملة. الحراك الحاصل على الأرض، وتعدد قنوات الاتصال غير المعلنة، يكشفان عن مرحلة دقيقة تمر بها إيران، مرحلة تتسم بكثرة المتغيرات وقلة اليقين، وتُنبئ بأن المنطقة مقبلة على تحول جذري في ميزان القوى، إما باتجاه الانفراج السياسي أو الانفجار العسكري.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك