
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
شهدت مدينة سيدي يحيى الغرب مبادرة
نوعية لجمعية "السلامة الطرقية" تمثلت في حملة تحسيسية موسعة استهدفت
مستعملي الطريق بمختلف فئاتهم، في فصل الصيف الذي يعرف تزايدًا ملحوظًا في حركة السير
وارتفاعًا في نسبة الحوادث، الحملة قادها رئيس الجمعية، وهو شرطي متقاعد راكم خبرة
تفوق 34 سنة في مجال الأمن والسلامة الطرقية، اختار أن يسخر تجربته لصالح المدينة
ووطنه.
المبادرة انطلقت من قناعة راسخة بضرورة النزول إلى الميدان والتواصل المباشر مع السائقين والراجلين، حيث التقى الفريق المنظم بسائقي سيارات الأجرة، الحافلات، الشاحنات، وحتى سائقي الدراجات النارية ثلاثية العجلات، من أجل توعيتهم بمخاطر التهور والسرعة المفرطة وأهمية احترام مدونة السير، وتوزيع منشورات ذات صلة.
وتم التركيز بشكل خاص على توعية
الراجلين بضرورة استعمال الممرات المخصصة لعبور الطريق، وتجنب استعمال الهاتف أو
الاستماع للموسيقى أثناء العبور، مع الحث على ارتداء ملابس فاتحة أو مزودة بأشرطة
عاكسة للرؤية الليلية، الجمعية لم تغفل التذكير بالغرامات القانونية المترتبة عن
العبور العشوائي، والتي قد تصل إلى 25 درهمًا كغرامة جزافية.
كما وجهت الحملة رسائل مباشرة
للسائقين، تحثهم على خفض السرعة والتوقف لإعطاء الأسبقية للراجلين عند الممرات،
مؤكدة أن عدم احترام هذا المبدأ يعرض المخالف لغرامة تصل إلى 500 درهم، وتم التطرق
أيضًا إلى قواعد السلامة الخاصة بالسفر عبر الحافلات، بدءًا من ربط حزام الأمان،
مرورًا باحترام أماكن الجلوس وعدم وضع الأمتعة في الممرات، وصولًا إلى معرفة منافذ
الإغاثة وطرق استعمال أجهزة السلامة عند الطوارئ.
الحملة شددت على ضرورة التعامل بهدوء
وانضباط أثناء حوادث الإخلاء أو اندلاع الحرائق داخل الحافلات، حيث أوضحت طرق
استعمال المطرقة لكسر النوافذ وكيفية تنظيم عملية الخروج لتفادي التدافع وحماية
الأرواح، كما تمت الإشارة إلى أرقام الإغاثة الضرورية التي يتوجب على المواطنين
حفظها للتدخل العاجل عند وقوع الحوادث.
هذا العمل الميداني لم يقتصر على
الجانب التوعوي فقط، بل حمل بعدًا إنسانيًا ورسالة اجتماعية قوية، تجلت في إصرار
رئيس الجمعية وباقي الأعضاء على خدمة مدينتهم وأهلها حتى بعد تقاعده.
ففي تصريح خاص لـ:"أنتلجنسيا
المغرب" أكد أن ارتباطه الوثيق بالساكنة هو ما دفعه إلى رد الجميل لهم عبر
هذه المبادرات.
وأضاف المبادرة أبرزت كذلك أهمية
تكاثف جهود جميع الفاعلين من سلطات محلية، جماعات ترابية، مؤسسات عمومية، فعاليات
المجتمع المدني ، من أجل التصدي لنزيف الطرقات الذي يحصد الأرواح ويخلف الأيتام
والأرامل، وهذه المحطة الأولى والقادم أكثر.
وشدد على أن هذه الحملة، أعطت جمعية
"السلامة الطرقية" بسيدي يحيى الغرب صورة ونموذجًا حيًا في المواطنة
المسؤولة، موجهة رسالة قوية مفادها أن التوعية والتربية الطرقية ليست مسؤولية
الدولة وحدها، بل هي واجب جماعي يشارك فيه الجميع لحماية الأرواح وضمان السلامة في
الطرقات، يقول رئيس الجمعية .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك