أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
بعد التهديد الصريح الذي وجهه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم
جمركية تصل إلى 30% على واردات أوروبا نحو بلاده، مما أعاد إلى الأذهان مشاهد
الصراعات الاقتصادية الكبرى، ودفع كثيرين على مواقع التواصل إلى إطلاق دعوات
لمقاطعة منتجات أميركية أبرزها هواتف آيفون، كرد فعل رمزي ضد السياسات العدائية
المتصاعدة.
الرئيس ترامب، في تهديداته الصارخة، استند إلى ما وصفه
بـ"الخلل الكارثي" في الميزان التجاري مع أوروبا، حيث بلغ العجز
الأميركي 236 مليار دولار في العام الماضي، ما جعله يتوعد باتخاذ هذه الخطوة
ابتداء من فاتح غشت، ملوحاً بمزيد من التصعيد إذا تجرأ الأوروبيون على الرد بالمثل.
هذا التوجه أثار عاصفة من الانتقادات، ليس فقط من الساسة الأوروبيين، بل ومن
مغردين غاضبين وجدوا أن أميركا باتت تستخدم سلاح الرسوم الجمركية لابتزاز الحلفاء
قبل الخصوم.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حاولت احتواء
الوضع عبر التأكيد على استعداد التكتل لمواصلة التفاوض، لكن مع استعداد كامل
لاعتماد تدابير مضادة متناسبة. بينما الرئيس الفرنسي ماكرون ذهب أبعد، مطالباً برد
حازم يحفظ الهيبة الأوروبية ويُسرع إعداد العقوبات المقابلة، في ظل إصرار ألماني
على حماية سوقها الصناعي الكبير داخل الولايات المتحدة من شظايا حرب تجارية محتملة.
وفي خضم هذه التصريحات، أطلق مغردون موجة غضب إلكتروني عبر
منصات التواصل، وعبّر العديد منهم عن استيائهم من "العجرفة الأميركية"
داعين إلى سياسة اقتصادية مقاومة، ومقاطعة كل ما له علاقة بالتكنولوجيا الأميركية،
وعلى رأسها هواتف آيفون، كرسالة شعبية رمزية لإجبار واشنطن على مراجعة سياساتها
التهديدية. تغريدات عدة حثت على استخدام البدائل مثل سامسونغ أو هواوي، ورفض
اعتماد الطائرات الأميركية، مقابل تعزيز التعاون الاقتصادي مع روسيا أو الصين.
تحليلات أخرى لخصت الأمر في رغبة أميركية مكشوفة لإضعاف اقتصاد
اليورو لصالح استمرار هيمنة الدولار، وهو ما اعتبرته أماني، إحدى المعلقات، دليلاً
على أن أميركا ليست فقط تخوض حرباً جمركية، بل تستخدم الاقتصاد كسلاح لإخضاع
العالم بما فيه أقرب حلفائها. فيما اعتبر آخرون أن الأوروبيين، رغم الاستفزازات،
يفضلون الرد المتزن بعيداً عن الانفعالات الترامبية، ما يجعل المرحلة المقبلة حبلى
بالمفاجآت.
أمام هذه المعركة
الاقتصادية التي تلوح في الأفق، بدأ الاتحاد الأوروبي فعلياً بدراسة فرض رسوم على
الواردات الأميركية بقيمة تصل إلى 21 مليار يورو، ما يعني أننا أمام مفترق طرق
اقتصادي حاد، إما يقود إلى تهدئة حذرة أو يدخل العالم فعلياً في أتون حرب تجارية
جديدة لا تبقي ولا تذر.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك