"محمد الطالبي" يروي تاريخ الهوية الرياضية لسيدي يحيى الغرب وما ستعرفونه لأول مرة (الجزء الأول)

"محمد الطالبي" يروي تاريخ الهوية الرياضية لسيدي يحيى الغرب وما ستعرفونه لأول مرة (الجزء الأول)
تقارير / الجمعة 11 يوليو 2025 - 17:30 / لا توجد تعليقات:

بقلم : محمد الطالبي.

شاهد على العصر الرياضي بمدينة سيدي يحيى الغرب

نادي الكفاح من التأسيس إلى كفاح اليوم، حكايات كلها تشويق، حكايات رياضية ، مغامرات، إنتصارات، إخفاقات، ما لا تعرفونه عن فريق عتيد قديم ضارب في عمق الرياضة الوطنية المغربية، "كفاح سيدي يحيى الغرب"، مازال يكافح .

 

نادي الكفاح الفترة الزمنية   1956 /1961 مرحلة التأسيس ومحطة التوقيف


لا يمكن لكتابة الذاكرة الكروية لمدينة سيدي يحيى الغرب أن تكون مكتملة الحمولة ، في غياب إحاطتها بالظروف الطبيعية والتاريخية والجغرافيا كمكونات أساسية ساهمت بشكل او بآخر في تحديد الهوية الكروية اليحياوية.

كما لا يمكن التحدث عن الذاكرة الكروية دون استحضار الخلفية التاريخية المرتبطة ببداية الاستعمار الرسميً بمعاهدة الحماية في عام 1912، والتي وضعت المغرب تحت هيمنة فرنسا في معظم المناطق ، وكانت مدينة سيدى يحيى الغرب ومحيطها القبائلي في المحور الجغرافي الذي يقع تحت الهيمنة الفرنسية حينها.

إعتمدنا في سردنا لهذه الذاكرة على الفترة التي تعتبر محطة حساسة من تاريخ المغرب وحدث ميلاد مدينة أوروبية تحت إسم ( سيدى يحيى الغرب ) ، التي كانت تعرف وقتها تواجد فرنسي مهيمن في معظم مجاري الحياة الإجتماعية والإدارية والثقافية ،يستقر داخل فيلات من القرمود الأحمر، ترمز للتقدم والرقي لدى الفرنسيين الذين شكلوا النواة الأساسية للمدينة او المركز الأوروبي، مقابل تجمع سكاني عبارة عن دوار يستقر أصحابه في ما كان يعرف بالنوايل، أقيم عشوائيا على ظهر عقار سلالي ترجع ملكية إلى جماعة التوازيط الأصلية، والذي سيفرخ فيما بعد تجمع سكني باسم دوار الشانطي.

غالبية قاطنيه من الأصليين قبل أن تلتحق بهم وفود عمال السيليلوز من الدرجة الثالثة ، بعد أن كان عمال الدرجة الثانية يقطنون بما عرف بديور الكرطون الحي الإسمنتي الذي بني على نفقة شركة مصنع السيليلوز،  بالإضافة إلى ساكنة المحيط الطبيعي ( بني افضل - الدواغر لالة يطو- ابني ثور- العبابدة – أولاد حنون - اولاد بورحمة - طناجة زعيترات - زمور...) وسيمثل دوار الشانطي الحديقة الخلفية للكفاح على إعتبار أنه سيظل المشتل الذي سيطعم النادي بأكبر عدد من المواهب الكروية بالفطرة.

وقد ساهم ملعب الخيرية وقتها والفضاءات الفارغة الأخرى في صقل مواهب الفئة التي كانت ترتاده لإقامة  مباريات ودية تجمع مختلف فرق الأحياء بانتظام بعد التوقيت الإداري بملعب الخيرية كل مساء بحضور جمهور واسع، ولعل أبرز ما أنجبت فضاءات هذه الملاعب التي كانت حكرا على أبناء الحي الصفيحي  دوار الشانطي من الجيل الأول الأتي اسماؤهم: محمد بودودة ( الشنوفي) - علال البرارحي - محمد زرقون - محمد الرحماني...

ومن فئة الجيل الثاني والثالث : المرحوم احمد الجبيلي - بنعاشر السعدي - امبارك لحويدك - المرحوم سليمان السالك - المرحوم عبدالكريم الجريفي السودور - عبدالله الأطرش- المرحوم ادريس السايح ( ولد الخضار ) - المرحوم الحبيب الشدادى - بينيني والقائمة طويلة....

في تلك الحقبة، عرفت المدينة تواجد أمريكي من خلال القاعدة العسكرية التي كانت تقع شرق سيدي يحيى الغرب، على بعد حوالي أربعة كيلومترات ، يقابلها من الجهة الشمالية معمل الورق " السيليلوز" الذي سيكون له دور كبير وأساسي في تحريك العجلة الإقتصادية والرياضية بالمدينة بإحتضانه لجالية بشرية هائلة من اليد العاملة الوافدة على المدينة من مختلف المناطق " شمال ،جنوب ،شرق، وغرب المملكة " ، للحصول على فرص شغل للمساهمة و المساعدة في تأمين عملية تصنيع ورق السيليلوز الذي كان يصدر للخارج مقابل عملة صعبة هامة تساهم في تنمية الإقتصاد الوطني ، إلى جانب الفرنسيين الذين كانوا يحتلون مراكز المسؤولية والتدبير التقني والإداري ، قبل أن يتم إدماج البعض من العمال المتعلمين وأصحاب الكفاءات في بعض مراكز القرار تدريجيا في سبعينيات القرن الماضى.

كذلك كان للفرنسيين والأمريكان تواجد مشترك من خلال القاعدة العسكرية التي كانت تقع على بعد حوالي ثمانية كيلومترات شمال المدينة بمحاداة قبيلة الدواغر ، والتي كانت تعرف بالعامية " بلاليجو la Legion "، وكانت تحتضن العديد من الجنود الأفارقة سمر البشرة.

وفي رواية لسي "عبد الله الجزولي" يحكي أن أحد جنود هذه القاعدة أمن حراسة مرمى عرين الكفاح في الموسم الكروي 1958 /1959 ، وكان من الحراس المتميزين قبل ان يجبر على الرحيل الى بلد آخر لأداء مهامه العسكرية .

ويأتي التركيز على معمل الورق لاسيليلوز في السرد لأنه تاريخيا لعب دورا هاما في التنمية المجالية والرياضية عامة وفي تطوير  كرة القدم من خلال شبه احتضانه لنادي الكفاح، بإسهاماته المتنوعة من دعم مادي من خلال المنحة السنوية القارة التي بات يمنحها لخزينة الفريق بإنتظام - لوجستيكي من خلال توفير حافلة لتنقلات فريق الكفاح  لمختلف المدن لإجراء مباريات البطولة - اجتماعي من خلال منح فرص شغل قارة للاعبي الفريق ومجالية من خلال الرسوم التي كانت تدفع لميزانية الجماعة الترابية وقتها والتي كانت تقدر بالملايير ، تصنفها في الرتبة الثانية كأغنى جماعة قروية بالمغرب من حيث الموارد بعد جماعة عين اللوح ، مصدرها الثروة الغابوية  ...

في ظل هذه الأحداث والمغاربة ينتشون  بفرحة رجوع المغفور له محمد الخامس من منفاه ، والإعلان  الرسمي عن إنهاء الحماية الفرنسية، والشروع في أولى خطوات الإستقلال الكامل ، وإنطلاق مسيرة بناء المؤسسات وتثبيث الإستقرار، تم الإعلان من طرف مجموعة من المقاومين الشباب وقتها وبعض أعيان المدينة ( القرية) الوطنيين عن نهاية الوصاية الفرنسية على الشأن الكروي المحلي ، بعد أن وقف أهالي المدينة قبل أربعة سنوات ولأول مرة في تاريخهم عن نموذج ثقافي مدني جديد حملته الجالية الفرنسية الجزائرية تمثل في تأسيس إطار جمعوي حمل إسم " الحياة الرياضي لكرة القدم  سنة 1952 ، تكون على إثره فريقا مختلطا ضم لاعبين مغاربة جزائريين وفرنسيين، حينها.

وإقتصر نشاطها على إجراء مباريات ودية مع مختلف فرق المدن المجاورة ( كالقنيطرة - سيدى سليمان ) ، ومع الإعلان عن نهاية الوصاية الإدارية والسياسية للحماية الفرنسية ، ستقرر المجموعة المقاومة مبتهجة بالنصر ، الإعلان عن تأسيس نادي مغربي لكرة القدم تحت إسم " الكفاح "  تيمنا بالحركة الكفاحية التي أتت بإستقلال المغرب.

وكانت في شكل رسالة مبطنة لمن استمر في استقراره بالمدينة ، ووفق رواية سي "عبدالله الجزولي" وهو مرجع تاريخي رياضي، واستنادا على مجموعة من التصاريح بمن فيها تصريح المرحوم الحاج محمد برايدة ، فإن الأخير هو من كان وراء إختيار الإسم :( الكفاح) ، وتشكل الفريق المؤسس وقتها من الأسماء التالية : المرحوم موح بلعيد - المرحوم عمر التواتي - المرحوم محماد السضوشي - المرحوم الغوتي - المرحوم الحاج محمد برايدة - المرحوم امحمد بودوفت الريفي - المرحوم مولاي الحسن الجرفاوي - المرحوم عبدالقادر طنيعمو - المرحوم الخمار السويس.

تشكلت أول تركيبة بشرية للاعبي الكفاح خلال تلك الحقبة التي بدأت في الموسم الكروي 1956/1961 ، وحتى حدود مباريات إياب بطولة عصبة الغرب للموسم الكروى 1961/62  ، حيث أن سنة 1961 سجلت  أحداثا مأساوية على ملعب الكفاح، كادت أن تنهي التجربة بمحو إسم وتاريخ الكفاح بالتشطيب عليه بصفة نهائية من المشاركة ضمن بطولة العصبة ، سنتطرق لتفاصيلها في الأجزاء المقبلة ...

هكذا تشكلت التركيبة البشرية من الذين حملوا قميص النادى في هذه الحقبة الكروية من تاريخ الكفاح بالأسماء التالية  :

حراس المرمى : إفريقي سينغالي من جنسية فرنسية، من جنود القاعدة العسكرية بالدواغر

( La Légion) ـ المرحوم حسن الزهاني - سعيد بن احمد الحيحي )

اللاعبين داخل رقعة الملعب : المرحوم  عمر التواتي - عبد الحق القادري - محماد الشضوشي - محمد باحمو - عبدالسلام لكراتي - محمد اعميرة - محمد بوزيان الوجدي - العربي البعمراني بحمو - ولد هبهوبة ولد سليمان - هدي مروان - احماد أميود -  المرحوم الكبش -  الأخوين امحمدا  والمرحوم حسن السيوطي ( المعروفين باولاد اعويشة ) - احمد دجيبوري - ابراهيم الوجدي وأخيه - المرحوم قاسم الوجدي - المرحوم البرارحي - الحسين التطواني - محمد بودودة ( الشنوفي) -  المرحوم قاسم شابو  - محمد زرقون - المرحوم علال البرارحي - العربي بنجدو -  المرحوم امبارك ريان - لحسن أخذي - محمد العرعاري -  المرحوم حسن الجرف مولاي - المرحوم بوشيحة - الرحماني - الطيبي ولد غنيمة - محمد زرقون .

يتبع...

 

 

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك