
أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي
في أحدث المعطيات المتعلقة بالموارد المائية، كشفت وزارة التجهيز والماء أن مخزون السدود بالمغرب بلغ، إلى حدود بداية يوليوز 2025، ما مجموعه 4.3 مليار متر مكعب، ما يمثل نسبة ملء تناهز 37.4% من مجموع الطاقة الاستيعابية للسدود الوطنية.
وتأتي هذه الأرقام في سياق موسوم بتحديات مناخية وجفاف متواصل للسنة الرابعة على التوالي، ما زاد من الضغط على الموارد المائية وأثر على مستوى التزود بالماء الصالح للشرب، وكذا على الفلاحة والأنشطة الصناعية المرتبطة بالماء.
وتُظهر هذه النسبة تحسنًا طفيفًا مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، غير أنها لا تزال بعيدة عن المعدلات العادية المسجلة في سنوات الوفرة المائية، إذ كان مخزون السدود خلال العقد الماضي يتجاوز في مثل هذه الفترة نسبة 55 إلى 65 في المائة في سنوات الخير.
وتتصدر سدود الشمال وحوض اللوكوس النسب الأعلى من حيث الملء، بفضل التساقطات المهمة التي شهدتها المنطقة خلال فصل الربيع، في حين تبقى سدود الجنوب والوسط، خاصة تلك الواقعة في أحواض تانسيفت وملوية وأم الربيع، تعاني من نقص حاد في الواردات المائية.
وأكدت مصادر من وزارة التجهيز أن استمرار هذا الوضع يستدعي مواصلة تفعيل التدابير الاستباقية لتدبير ندرة المياه، وعلى رأسها تقنين استعمال الماء في بعض المدن الكبرى، وتشجيع تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام المياه العادمة، إلى جانب مواصلة إنجاز مشاريع الربط بين الأحواض.
ويُنتظر أن تلعب المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب، مثل ربط حوض سبو بأبي رقراق وتحلية مياه البحر في أكادير والدار البيضاء والناظور، دورًا حاسمًا في تقوية الأمن المائي الوطني خلال السنوات المقبلة.
وتبقى معضلة الماء في المغرب واحدة من أبرز تحديات القرن الحالي، في ظل تقلبات مناخية متزايدة، وارتفاع الطلب على الماء نتيجة النمو السكاني والتحولات العمرانية والفلاحية، ما يفرض حكامة مائية صارمة واستثمارات ضخمة في البنيات التحتية والتوعية المجتمعية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك