أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
في مشهد يعكس عمق الهوة بين الخطاب
الرسمي وممارسات بعض السلطات المحلية، فجّر بيان استنكاري صادر عن فرع نقابة
الصحافيين المغاربة بآسفي موجة من الغضب داخل الأوساط الإعلامية، وذلك بعد إقصاء
عدد من المراسلين الصحفيين المعتمدين من تغطية حفل رسمي نظمته عمالة الإقليم
بمناسبة تتويج فريق أولمبيك آسفي بكأس العرش.
وجاء في البيان، الذي توصلت
"أنتلجنسيا المغرب" بنسخة منه، أن هذا الإقصاء لا يمثل فقط تعسفًا
إدارياً، بل هو استهداف مباشر لجوهر مهنة الصحافة، ومحاولة لتدجين الجسم الإعلامي
المحلي عبر الانتقائية والزبونية، في تحدٍ صارخ لأخلاقيات المهنة والقوانين
المؤطرة لها.
البيان الذي عبّر عن غضب صريح، أشار
إلى أن ما وقع يمثل تقزيماً متعمداً لتجربة إعلاميين راكموا أكثر من عقد من الممارسة
الجادة، مؤكدًا أن تجاهلهم لم يكن وليد الصدفة بل يندرج ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى
تفريغ المشهد الإعلامي من مصداقيته.
وقد ندد الصحافيون بما اعتبروه
استخفافًا بكرامتهم، خصوصًا بعد أن تم استبدالهم بأشخاص لا صلة لهم بالمجال
الإعلامي، وهو ما يكرّس واقعاً خطيراً من التلاعب بآليات التواصل المؤسساتي، ويضرب
مبدأ تكافؤ الفرص المنصوص عليه في الدستور.
وتابع البيان بلهجة لا تخلو من
التحدي، أن الجسم الإعلامي المحلي ليس على استعداد لقبول فرض الأمر الواقع،
معتبرًا أن الإقصاء من مناسبة وطنية وازنة يمثل جريمة مهنية وأخلاقية تستوجب
المحاسبة.
وطالبت النقابة بفتح قنوات حوار
حقيقية مع الإعلاميين، وتمكينهم من أداء أدوارهم كما ينص على ذلك الدستور
والقوانين الجاري بها العمل، مؤكدة على استعدادها لخوض كل الأشكال النضالية
القانونية دفاعًا عن إعلام حر ومسؤول، في وجه كل محاولات الإخضاع والتهميش.
بيــــــان إستنكـــــــاري
حول الإقصاء الذي تعرض له بعض
المراسلين الصحفيين المعتمدين لتغطية مراسم الحفل الذي أشرفت عليه عمالة أسفي وذلك
إحتفالا بتتويج فريق أولمبيك أسفي بلقب
كأس العرش إن الدور المحوري الذي يلعبه
الإعلام المستقل في تعزيز الديمقراطية، وترسيخ الشفافية، وضمان حق الجميع في
الوصول إلى المعلومة. و في ظل التحديات المتصاعدة
والتي تهدد استمرارية المؤسسات الإعلامية، وعلى رأسها الإقصاء الممنهج
للمراسلين الصحفيين المعتمدين من قبل عمالة إقليم أسفي في ممارسات تتنافى مع
المبادئ وأخلاقيات المهنة
وفي خضم التحولات والتحديات التي يعرفها
إقليم أسفي ، والنجاحات الدبلوماسية التي تحققها بلادنا، أعرب الجسم الإعلامي
بمختلف مكوناته عن استنكاره الشديد للإقصاء غير المبرر من طرف عمالة الإقليم، من
خلال الانفراد بالتدبير الإعلامي المتعلق بالشأن المحلي، ضاربًا عرض الحائط
الأعراف المهنية والقانونية المؤطرة لمهنة الصحافة.
هذا التهميش يتزامن مع إشراك انتقائي لبعض شرائح
المجتمع في لقاءات رسمية، وتجاهل الصحفيين والمراسليين، مقابل فتح المجال لأشخاص
لا تربطهم أية صلة قانونية أو أخلاقية بالمجال، مما يعد انتهاكًا صارخًا لمبدأ
تكافؤ الفرص المنصوص عليه في الدستور، ويكرّس سياسة فرض الأمر الواقع.
إن الإعلام المحلي والوطني شريك أساسي
في التنمية، ومن غير المقبول تجاوز دوره الرقابي والتوعوي، وإن الصحفيين
والمراسلين المعتمدين في أسفي راكموا
تجربة تتجاوز عشر سنوات، تميزت بالالتزام والتضحية، في سبيل خدمة القضايا الوطنية
وساكنة الإقليم.
إننا كنقابة الصحافيين المغاربة فرع
أسفي نرفض رفضا تاما المشاركة في حدث لم
يتم إشراكنا في تفاصيله، وتم اكتشافه من خلال زملاء خارج الإقليم، ونعتبر أن تكليف أشخاصا غير مرخص لهم بتدبير وتسيير الحدث إذ يعتبر هذا تقزيماً لتجربتنا خصوصًا أنه لا
يرقى لمستوى تطلعات الإعلاميين والمراسلين
وإذ أننا نطالب
1. إشراك الإعلام المهني في كل ما
يتعلق بالشأن المحلي.
2. احترام القانون المنظم لمهنة
الصحافة والنشر بالمملكة.
3. فتح قنوات حوار وتواصل مع الجسم
الإعلامي.
4. ضمان الحق في الوصول إلى المعلومة
والتغطية المتساوية.
5. تمكين الإعلام من أداء دوره في
النقاش العمومي.
وفي ختام البيان، أكد الإعلاميون أن
اختلاف الرؤى لا يعني الصراع، بل هو تدافع من أجل الصالح العام، مؤكدين استعدادهم
لاتخاذ كل الخطوات القانونية للدفاع عن كرامتهم المهنية وعن إعلام حر ومسؤول.
نسخ موجهة إلى:
السيد مدير الديوان الملكي
السيد الكاتب العام لوزارة الداخلية
السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل –
قطاع الاتصال
السيد وسيط المملكة
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك