الكلاب الضالة تُحاصر القنيطرة ومحطة القطار وبؤر حضرية تتحول إلى مناطق خطر دائم

الكلاب الضالة تُحاصر القنيطرة ومحطة القطار وبؤر حضرية تتحول إلى مناطق خطر دائم
تقارير / الجمعة 20 يونيو 2025 - 17:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:القنيطرة

تشهد مدينة القنيطرة خلال الشهور الأخيرة انتشاراً متزايداً للكلاب الضالة، خصوصاً في المناطق الحساسة والحيوية مثل محطة القطار “فخر المدينة”، والشوارع المحيطة بها، إضافة إلى الساحات العمومية، وأحياء سكنية كـ"الساكنية"، "المدينة العليا"، و"بئر الرامي".

وباتت مشاهد الكلاب الضالة وهي تتجول في مجموعات وسط المدينة أمراً مألوفاً، لا سيما في الصباح الباكر أو بعد حلول الظلام، ما يثير مخاوف السكان ويطرح علامات استفهام حول نجاعة السياسات المحلية في تدبير هذه الظاهرة.

محطة القطار...واجهة حضرية تحاصرها الكلاب

تحولت محطة القطار المركزية، التي يُفترض أن تعكس صورة مدينة حديثة ومنظمة، إلى نقطة سوداء من حيث السلامة العمومية. فالزائر قد يُفاجأ بقطيع من الكلاب الضالة يتجول على الأرصفة المقابلة للمحطة، أو يستقر تحت السيارات المركونة.

وقد رصد عدد من المسافرين والسكان حالات مطاردة أو نباح عدواني من طرف هذه الكلاب، خصوصاً تجاه الأطفال والنساء وكبار السن، مما جعل التوجه إلى المحطة، خاصة ليلاً، محفوفاً بالخوف والقلق.

أحياء كاملة في قبضة الكلاب

إلى جانب المحطة، تعاني أحياء عدة من سطوة الكلاب الضالة، لا سيما "المدينة العليا"، "الساكنية"، "أولاد وجيه"، و"بئر الرامي"، حيث تجوب القطعان الأزقة والساحات بحثاً عن الطعام وسط أكوام الأزبال، أو تستقر بجانب الحاويات في مشاهد تعكس هشاشة النظافة وانعدام المراقبة الصحية.

وأكدت شهادات سكان محليين تسجيل حالات عضّ أو مطاردة لأطفال، إضافة إلى أصوات نباح متواصل خلال الليل، تسبب إزعاجاً متواصلاً وتقلق راحة السكان.

مخاطر صحية وأمنية محدقة

يمثل انتشار الكلاب الضالة تهديداً مباشراً على السلامة الجسدية للمواطنين، فضلاً عن خطر داء السعار، في ظل غياب أي حملات تطعيم أو تعقيم واضحة. وتزداد الخطورة في الفضاءات المفتوحة التي تعرف ارتياداً من قبل الأطفال، مثل الحدائق العمومية، محيط المدارس، ومراكز التكوين.

كما أن وجود هذه الحيوانات بشكل جماعي قد يتسبب في حوادث مرور أو مواجهات عنيفة بينها وبين المارة، خاصة أن بعض الكلاب تُظهر سلوكاً عدوانياً بسبب الجوع أو الإصابة.

السلطات في موقف المتفرج؟

رغم تزايد الشكايات، لم تُسجل تدخلات فعالة أو حملات ميدانية مستمرة من طرف السلطات المحلية أو المصالح البيطرية، مما جعل الساكنة تتساءل عن دور المجالس المنتخبة وشركات النظافة في التصدي لهذه الظاهرة.

كما أن غياب سياسة واضحة في التعامل مع الكلاب الضالة، سواء بالتعقيم أو الإيواء أو الترحيل، يجعل الحلول المعتمدة إلى حدود اليوم ظرفية وغير فعالة.

دعوات لتحرك عاجل ومسؤول

يطالب سكان المدينة بـتفعيل برامج استعجالية لمعالجة الظاهرة، تشمل إحصاء عدد الكلاب الضالة، إطلاق حملات تعقيم وتلقيح شاملة، إنشاء ملاجئ مؤقتة بالتعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان، مع ضرورة تشديد المراقبة على أماكن تجمع النفايات التي تُغذي وجود هذه القطعان.

كما دعت جمعيات مدنية إلى مشاركة المجتمع المحلي في توعية السكان بعدم إلقاء الطعام أو الفضلات بشكل عشوائي، في إطار مقاربة تشاركية تعالج الجذور الحقيقية للظاهرة.


مدينة تتآكل بين التهميش البيئي وانعدام الأمن الحيوي

في ظل التوسع العمراني والتطلعات نحو "قنيطرة ذكية"، تبدو الكلاب الضالة كمؤشر صارخ على اختلال التوازن بين التنمية والإدارة البيئية.

فالمطلوب اليوم ليس فقط حماية المواطنين من الخطر، بل أيضاً توفير إطار عادل وفعال للتعامل الإنساني والمسؤول مع هذه الحيوانات، حتى لا تتحول المدينة إلى مشهد دائم للفوضى الحيوانية والخوف الحضري.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك