أنتلجنسيا المغرب:إدارة النشر
في الوقت الذي تُطلق فيه الدولة حملات مكثفة لدفع المواطنين إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية استعداداً لانتخابات 2026، يطرح سؤال جوهري نفسه بقوة، هل يكفي التحسيس لإقناع شعب فقد الثقة في السياسة وفي مؤسسات تم تفريغها من معناها؟
الواقع يؤكد أن رهان الدولة على الأرقام لن يغيّر شيئاً في العمق ما دامت المشكلات التي قتلت الأمل ما تزال هي نفسها: مشهد سياسي مُفرغ، أحزاب تُدار بالريموت، وتنافس انتخابي محكوم سلفاً بميزان قوة لا علاقة له بالاقتراع.
فالمغاربة يدركون اليوم أن التسجيل في اللوائح لا يعني بالضرورة المشاركة في تقرير المصير، لأن القرار الحقيقي، كما يردده الشارع تصنعه لوبيات الفساد والتحكم التي حولت الانتخابات إلى مجرد طقس شكلي يمنح الشرعية لواقع مضبوط مسبقاً.
هذه اللوبيات التي تتغذى من المال الريعي والامتيازات، نجحت عبر عقود في تحويل السياسة إلى مجال مغلق لا يدخله إلا من يملك ولاءً أو منفعة، لا مشروعاً أو قناعة.
والمفارقة أن الدولة تطلب من المواطن أن يؤمن بلعبة لا يثق في قواعدها، وأن يشارك في مسار يعلم أنه مراقَب من قبَل من يستفيدون من الجمود.
لذلك يبدو سؤال النجاح أو الفشل فارغاً ما لم تسبقه خطوة واحدة: كسر قبضة التحكم وفتح المجال السياسي فعلاً، لا خطاباً.
دون ذلك، ستظل الدعوات للتسجيل مجرد محاولة لإحياء جسد انتخابي ميت سريرياً، لأن الأزمة ليست في الإقبال بل في الإيمان.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك