أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا
في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس الحضور
المغربي المتزايد في عمق الفضاء الجيوسياسي لأمريكا الوسطى، أجرى رئيس مجلس
المستشارين محمد ولد الرشيد مباحثات استراتيجية مع نائب رئيس جمهورية السلفادور،
فيليكس أولوا، بالعاصمة سان سلفادور، توجت بإشارات واضحة نحو انطلاقة جديدة في
مسار التعاون الثنائي بين الرباط وسان سلفادور. اللقاء الذي حضره القائم بالأعمال
المغربي إبراهيم بادي، لم يكن بروتوكوليًا تقليديًا، بل حمل مضامين عميقة حول
المصالح المشتركة والدور الإقليمي المتصاعد للمملكة.
نائب الرئيس السلفادوري لم يخفِ فخره
بالتحولات الإيجابية في العلاقات مع المغرب منذ قرار بلاده سنة 2019 بقطع الصلة مع
الكيان الانفصالي، وافتتاح سفارة بالسفادور في الرباط، حيث شدد على أن هذا التحول
لم يكن معزولًا عن وعي استراتيجي بمكانة المغرب، بل كان قرارًا سياديًا يعكس
انحيازًا إلى منطق الواقعية والشرعية الدولية، تجسد اليوم بدعم غير مشروط لمبادرة
الحكم الذاتي ولقضية الصحراء المغربية داخل مختلف المنتديات الإقليمية والدولية.
ولد الرشيد، من جهته، التقط هذه
الرسائل بذكاء دبلوماسي رفيع، مؤكدًا أن المغرب ينظر إلى السلفادور كشريك موثوق في
فضاء أمريكا اللاتينية، خصوصًا بعد دينامية الانفتاح التي أطلقتها المملكة
بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس في إطار تعزيز التعاون جنوب-جنوب. وأبرز رئيس
مجلس المستشارين أن الرؤية الملكية اليوم باتت تترجم عمليًا إلى بناء تحالفات
جديدة تتجاوز البعد الاقتصادي نحو توطيد شراكات تنموية استراتيجية، مشيدًا بالدور
الذي تقوم به السلفادور داخل برلمان أمريكا الوسطى لصالح القضايا المغربية.
نائب الرئيس السلفادوري من جانبه حرص
على إبراز الطموح الكبير لبلاده في تقوية الشراكات مع المغرب، مستحضرًا بشكل خاص
مجالي الفلاحة والصيد البحري، حيث أعرب عن أمله في أن يصبح المغرب منصة لانفتاح
السلفادور على القارة الإفريقية، بالنظر لما يملكه من موقع جغرافي فريد وخبرة
تنموية أصبحت محط اهتمام دول كثيرة في الجنوب العالمي. كما أكد أن بلاده تتابع
باهتمام التجربة المغربية في ميادين التنمية المحلية والتخطيط الجهوي.
اللقاء، الذي جاء على هامش منتدى
برلماني اقتصادي يُنظم بشراكة مع برلمان أمريكا الوسطى، عكس عمق التوجه الجديد
للدبلوماسية البرلمانية المغربية، حيث أبرز ولد الرشيد أهمية تكثيف تبادل الزيارات
البرلمانية وتنسيق المواقف بشأن القضايا الكبرى، مشيرًا إلى أن الدور الذي تلعبه
السلفادور في دعم الوحدة الترابية للمغرب أصبح اليوم جزءًا من توازنات سياسية
جديدة في المنطقة. وهي مواقف تترجم تحولًا في خارطة التحالفات، تتقاطع مع إرادة
مغربية حاسمة في التموقع بقوة في أمريكا الوسطى واللاتينية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك