أنتلجنسيا المغرب:وصال . ل
في مشهد دبلوماسي لافت بالعاصمة الرباط، وقف كاو كيم هورن،
الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا، منبهرا أمام الدينامية التنموية التي
يقودها جلالة الملك محمد السادس، واصفا المغرب تحت قيادته بأنه "نموذج ملهم
في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة". زيارة كاو كيم هورن
للمغرب، وهي الأولى له على الإطلاق إلى إفريقيا، لم تكن مجرد محطة بروتوكولية عابرة،
بل كانت مناسبة ليعلن من قلب الرباط إعجابه الصريح بالمبادرات الملكية، سواء داخل
المغرب أو في عمقه الإفريقي.
اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية ناصر بوريطة تُوّج بمحضر مشترك
اختزل إشادة آسيوية نادرة بالتجربة المغربية، خاصة في ما يتعلق بالإصلاحات
الاقتصادية الجريئة، والبنية التحتية المتطورة، والسياسات الاجتماعية الموجهة
للفئات الهشة. لكن الأهم من ذلك كله، هو اعتراف أمين عام رابطة آسيان بعبقرية
الرؤية الملكية التي استطاعت أن تُحول المملكة إلى منصة إقليمية ودولية للاستثمار،
وربط جسور تعاون فعلي مع الفضاءات الآسيوية والإفريقية على حد سواء.
كيم هورن خصّ المبادرات الملكية الموجهة نحو إفريقيا بإشادة
خاصة، واعتبر أن المغرب لا يكتفي بقيادة قاطرة التنمية داخلياً، بل يمد يده لباقي
دول القارة، من خلال مشاريع ضخمة وذات بعد استراتيجي، على رأسها خط أنبوب الغاز
الإفريقي-الأطلسي، ومبادرة تمكين دول الساحل من الولوج للمحيط الأطلسي، فضلاً عن
التنسيق بين الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي. هذه المبادرات، حسب المسؤول
الآسيوي، ليست فقط مشروعا مغربيا، بل رافعة حقيقية لتحرير القارة من العزلة
الاقتصادية.
الرؤية المغربية لم تمر دون ملاحظة من قبل دول آسيان، التي ترى
اليوم في المملكة بوابة ذهبية لولوج الأسواق الإفريقية الصاعدة. لقد عبر كيم هورن
عن اهتمام عميق بالشراكة مع المغرب، مؤكداً أن الفرص الاستثمارية الهائلة التي
تتيحها المبادرات الملكية الأطلسية ستفتح أبواباً جديدة للتعاون جنوب-جنوب، وتمنح لدول
آسيان مدخلاً فعالاً نحو محيط اقتصادي بديل عن المراكز التقليدية.
في الختام، بدا واضحاً أن
الزيارة التاريخية للأمين العام لرابطة آسيان تحوّلت إلى شهادة سياسية واقتصادية
علنية في حق المغرب وملكه. شهادة أكدت أن من يراقب من بعيد ما يحدث في المغرب لا
بد أن يندهش، ومن يزور البلاد يُذهل، أما من يتأمل الرؤية الملكية المتبصرة في
تعاملها مع محيطها الإفريقي والعالمي، فلا يسعه إلا أن يعترف بأن جلالة الملك محمد
السادس صنع من المغرب قصة نجاح إفريقية بامتياز، تفرض على العالم إعادة ترتيب
أولوياته تجاه القارة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك