أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي
في قلب العاصمة الجزائرية، ارتفعت
نبرة مغربية مختلفة على منبر المؤتمر الثامن والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي،
حيث دعا "محمد صباري"، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، إلى تجاوز زمن
الخطب الانفعالية والبلاغات الرنانة، مطالباً بصياغة رؤية عربية موحدة، واقعية وفاعلة،
تنطلق من احترام السيادة الوطنية وتُراهن على وحدة المصير.
الكلمة المغربية التي جاءت باسم الوفد
البرلماني المشارك، لم تهادن ولم تساير، بل وضعت الأصبع على الجرح، موجهة رسائل
صريحة إلى الأشقاء العرب بضرورة مغادرة منطق الانقسام والاتهام المتبادل، والعمل بدل
ذلك على إعادة الاعتبار للعمل البرلماني كركيزة لبناء التضامن الحقيقي في زمن
الأزمات المتلاحقة.
وأمام التحديات التي تعصف بالمنطقة،
لم يتردد "صباري" في اعتبار شعار المؤتمر خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه
حذّر من تحويله إلى مجرد مناسبة بروتوكولية، مؤكدًا أن الشعوب العربية لم تعد
تنتظر خطبًا مكرورة، بل قرارات جريئة تُواكب التحولات وتدافع عن المصالح المشتركة.
هكذا، بدت المشاركة المغربية في
المؤتمر الثامن الثلاثون المنعقد بالجارة الشرقية الجزائر أقرب إلى صرخة ضمير
جماعي، تطالب بالجرأة في الطرح والصدق في المواقف، وتُعيد التأكيد على أن
البرلمانات ليست ديكورات سياسية، بل منابر سيادية قادرة على إحداث التغيير، إذا
توفرت الإرادة وتوحدت الرؤية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك