الأقاليم الجنوبية للمملكة نموذج تنموي يحتذى به ومخيمات تندوف عنوان لمعاناة إنسانية صادمة

الأقاليم الجنوبية للمملكة نموذج تنموي يحتذى به ومخيمات تندوف عنوان لمعاناة إنسانية صادمة
بانوراما / السبت 13 سبتمبر 2025 - 17:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء

أكد متدخلون خلال الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف على الأهمية القصوى للتنفيذ الفعلي للحق في التنمية، مشيدين بالتجربة المغربية الرائدة في الأقاليم الجنوبية، وما تحقق بها من منجزات تنموية ملموسة. وقد أبرز المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية الإيطالية "Il Cenacolo"، الداهي أهل الخطاط، أن النموذج التنموي الذي أطلقه المغرب سنة 2015 أحدث دينامية استثمارية قوية انعكست إيجابًا على حياة المواطنين، وجعلت التنمية أداة لترسيخ العدالة الاجتماعية وتوسيع فرص العيش الكريم.

وشدد أهل الخطاط على أن هذا النموذج التنموي لم يكن مجرد شعارات، بل حقيقة ملموسة يشهد عليها الواقع في مجالات التعليم والصحة والبنيات التحتية وإحداث مناصب الشغل، مؤكدًا أن هذه الرؤية وضعت المواطن في قلب الأولويات. وأوضح أن تقارير الأمين العام للأمم المتحدة نفسها صادقت على هذه الدينامية، معتبرًا أنها دليل على إرادة سياسية واضحة لبناء تنمية مستدامة وشاملة في المنطقة.

في المقابل، لم يخف المتدخل قلقه العميق إزاء الوضعية الإنسانية القاتمة في مخيمات تندوف بالجزائر، حيث يقبع آلاف الصحراويين في ظروف غير إنسانية محرومين من أبسط حقوقهم الأساسية، في ظل غياب أي ممارسة فعلية للحق في التنمية. وندد باستمرار سيطرة جماعة مسلحة على هذه المخيمات خارج إطار الشرعية والقانون، وما يترتب عن ذلك من تقييد لحرية التنقل وحرمان من فرص العمل ومنع حق التملك والاستقرار، إلى جانب رفض ممنهج لإحصاء هؤلاء السكان من قبل الهيئات الإنسانية المختصة.

ومن جانبها، تناولت عائشة الدويهي، ممثلة منظمة "تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعي"، التحديات المستمرة في مناطق عدة من العالم، لا سيما في القارة الإفريقية، حيث تظل تداعيات التغير المناخي والنزاعات المسلحة وانعدام الاستقرار عائقًا أمام التمتع الكامل بالحق في التنمية. وأكدت أن الفوارق ما تزال قائمة بشكل واضح في مجالات التعليم والصحة والمشاركة الاقتصادية، داعية إلى حكامة رشيدة وتعاون إقليمي أكبر لمواجهة هذه التحديات.

وفي ختام المداخلات، جدد المشاركون التأكيد على أن الحق في التنمية ليس ترفًا أو خيارًا، بل هو حق أساسي وجوهري يجب أن تستفيد منه كل الشعوب دون تمييز أو إقصاء، في إطار يحترم الكرامة الإنسانية ويستجيب لمقتضيات العدالة الاجتماعية. وقد شددوا على أن تجربة المغرب في أقاليمه الجنوبية تمثل نموذجًا ملهمًا يمكن البناء عليه عالميًا، في حين تشكل مأساة مخيمات تندوف وصمة عار تستوجب تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك