أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي
يشهد المغرب في الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في إصابات متلازمات شبيهة بالأنفلونزا، ما دفع عدداً من الأطباء إلى دق ناقوس الخطر بشأن متحوّر جديد يوصف بـ“الأنفلونزا الخارقة”، مؤكدين أنه سريع الانتشار ويستدعي يقظة صحية واسعة وتلقيح الفئات الهشة دون تأخير.
المتحور الجديد ينتمي إلى سلالة A(H3N2)، وقد عرف خلال صيف 2025 سلسلة من التغيرات الجينية جعلته أكثر قدرة على الانتشار، خاصة بين المراهقين والشباب، قبل أن ينتقل إلى بقية الفئات العمرية. وتشهد عدة دول في النصف الشمالي من الكرة الأرضية مواسم أنفلونزا مبكرة وغير معتادة، من اليابان إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، وهو ما وضع الأجهزة الصحية في حالة استنفار.
ميدانياً، تبرز مؤشرات واضحة على موجة إصابات متصاعدة في المغرب منذ منتصف نونبر، في وقت اعتاد فيه الموسم الوبائي أن يبدأ فعلياً في شهر دجنبر. ويتوقع مختصون ارتفاعاً كبيراً في الحالات الشديدة داخل صفوف كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل والأطفال الصغار، ما قد يضاعف الضغط على المستشفيات ويؤثر على وتيرة العمل والدراسة.
الأعراض المسجلة لا تختلف كثيراً عن الأنفلونزا الموسمية المعروفة: حرارة مرتفعة، صداع، قشعريرة، آلام عضلية ومفصلية، سعال جاف، وسيلان الأنف، مع احتمال ظهور اضطرابات هضمية في بعض الحالات. ومع تشابه هذه الأعراض مع أمراض أخرى متداولة مثل كوفيد-19، يؤكد الخبراء أن التشخيص الدقيق يحتاج إلى تحاليل فيروسية متخصصة.
ويدعو الأطباء إلى تلقيح الأطفال البالغين ستة أشهر فما فوق، وكبار السن، وكل من يعانون من أمراض مزمنة، مؤكدين أن اللقاح يظل الوسيلة الأنجع لتفادي الحالات الخطيرة. كما يشددون على إجراءات وقائية بسيطة لكنها فعالة: غسل اليدين، ارتداء الكمامة عند ظهور الأعراض، التهوية الجيدة للمنازل، وتفادي مخالطة الفئات الأكثر هشاشة.
ويلح المتخصصون على ضرورة البقاء في المنزل عند الشعور بالأعراض لتجنب نقل العدوى، خاصة مع سرعة انتشار هذا المتحور الجديد الذي بات يفرض واقعاً صحياً يحتاج إلى المزيد من الحذر والانضباط الجماعي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك