
أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
انتشر غضب واسع على منصات التواصل
الاجتماعي، خاصة على موقع "فيسبوك"، بعدما تم تداول صورتين لفاتورتين من
مقهيين مختلفين؛ الأولى من المغرب والثانية من إسبانيا.
المقارنة كانت صادمة، الفاتورة
المغربية وصلت إلى 776 درهماً، فيما لم تتجاوز نظيرتها الإسبانية 14.80 أورو، أي
قرابة 150 درهماً فقط، هذه الصور لم تمر مرور الكرام، وأشعلت نقاشاً واسعاً حول
الأسعار والغلاء الفاحش بالمغرب مقارنة مع دول أوروبية.
الصورة التي أثارت الاستياء أكثر هي
لفنجان قهوة مغربي بـ45 درهماً، بينما في إسبانيا، ثمن نفس الفنجان لا يتجاوز 2.00
أورو، أي ما يقارب 20 درهماً فقط، الفوارق ليست فقط في السعر، بل في جودة الخدمة
وأجور العاملين وكلفة المعيشة العامة، هذه المقارنة البسيطة كانت كافية لتكشف عمق
الفجوة بين الواقع المغربي ونظيره الأوروبي، ولتشعل نقاشاً عن العدالة الاقتصادية
والاجتماعية بالمملكة.
رواد الفيسبوك لم يكتفوا بالسخرية أو
التعجب، بل انتقلوا إلى محاولات عقلنة الموضوع من خلال مقارنة الحد الأدنى للأجور
بين البلدين، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه الأجر الشهري بالمغرب في المتوسط 3000
درهم، يصل نظيره في إسبانيا إلى أكثر من 1000 أورو، ما يعادل حوالي 11000 درهم،
هذا التفاوت الكبير يطرح علامات استفهام حول السياسات الاقتصادية والرقابة على
الأسعار في المغرب.
هذا الوضع الكارثي كان من أبرز
الأسباب التي ساهمت في ضعف الإقبال السياحي الداخلي خلال صيف 2025. فالمواطن
المغربي أصبح عاجزاً عن السفر داخل بلده بسبب ارتفاع الأسعار المهول، ما جعله يفضل
الوجهات الخارجية الأرخص نسبياً، خصوصاً في أوروبا الشرقية وتركيا. السياحة
الداخلية لم تعد خياراً للطبقة المتوسطة، بل تحولت إلى حلم بعيد المنال، بعدما
أصبحت الفاتورة اليومية تكلف أكثر من راتب أسبوعي.
ولا يمكن فصل هذا المشهد عن الارتفاع
غير المبرر في أسعار تذاكر السفر جواً وبراً، ما أجهز تماماً على أحلام العطلة
الصيفية لآلاف الأسر. الغلاء طال كل شيء: من البنزين إلى المشروبات، ومن الفنادق
إلى النقل، في ظل غياب تام لأي إجراءات واقعية من الحكومة لكبح جشع المضاربين.
وهكذا، أصبح المواطن المغربي يعيش صيفاً بلا راحة، بلا سفر، وبفاتورة لا ترحم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك