أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي
كشف تقرير نشرته نيويورك تايمز أن إيران نسّقت هجومها الصاروخي الموجّه على قاعدة العديد الجوية الأميركية بالدوحة (العديد - قطر) مع المسؤولين القطريين مسبقاً، في خطوة استباقية تهدف إلى تقليل الخسائر في الأرواح والابتعاد عن تصعيد محتمَـل ضد الدولة المضيفة للمقاتلين الأميركيين.
أفادت ثلاثة مصادر إيرانية مطلعة، بأن طهران أبلغت الدوحة بتوقيت الضربات، وهو ما دفع الأخيرة إلى إغلاق مجالها الجوي مؤقتاً وتنشيط منظومتها الدفاعية. وكما أكد روتيرز ونيويورك تايمز، فإن الهدف كان "ضرب القاعدة الأميركية فقط" دون استهداف المدنيين أو المواطنين القطريين.
وأفاد مراسلو وكالات عالمية بسماع دوي انفجارات قوية في أجواء الدوحة ولوسيل، فيما اعترضت الدفاعات الجوية القطرية الصواريخ وفقاً لوزارة الخارجية، التي أشارت إلى أنها "ضبطت الأمور بدقة" . وأكدت الدوحة في بيان رسمي أنها "تحفظ حقها في الرد" إذا تعرّض سيادتها لأي تهديد .
هاتان الخطوتان – التنسيق والإغلاق الوقائي – تعكسان توازنًا دبلوماسيًا هشًا في قلب قطر، التي تؤوي أكبر قاعدة أميركية عسكرية بالخليج، وتحاول تفادي أن تتحول إلى ساحة مواجهة بين القوتين الكبرى؛ وهو ما ساعد في تجنيب سقوط ضحايا.
قراءة ختامية:
استراتيجية مخاطر محسوبة: إيران أطلقت صواريخ رمزية تستهدف "القدرات العسكرية الأميركية"، لكنها لا تريد فتح جبهة جديدة ضد قطر.
قطر تُوازن بين تحالفها الاستراتيجي مع واشنطن وضرورة الحفاظ على سيادتها بإجراءات احترازية مسبقة.
خيار التنسيق كان حاسماً لمنع المواجهة المباشرة والردّ المضاد على الأراضي القطرية.
بات واضحًا أن الدوحة، رغم موقعها الحسّاس، تمكّنت من تمويل غرفة قوى التوازن الإقليمي، واضطُرّت للعب دور أكثر نشاطًا في أزمة ليست من صنعها، لكن الفعل الدبلوماسي والسياسي والإقليمي أجبرها على إدارة التوّجه العسكري بدل أن تُدار إليه.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك