أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا
تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة استنفار
غير مسبوقة بعد تسريبات مؤكدة عن استعدادات أمريكية مكثفة تحسبًا لضربة إسرائيلية
وشيكة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
مصادر أمنية أمريكية كشفت عن تحركات
بحرية وجوية واسعة في قواعد المنطقة، ورفع الجاهزية في عدد من القطاعات الحيوية،
ما يؤكد أن سيناريو التصعيد بات على الطاولة أكثر من أي وقت مضى. وتأتي هذه
التطورات في ظل مناخ دولي متوتر، وحالة من الغموض تلف مستقبل الملف النووي
الإيراني الذي بات نقطة الاشتعال المركزية في المنطقة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب
خرج عن صمته ليؤكد صراحة أن إيران ممنوعة من الاستمرار في تخصيب اليورانيوم،
مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا تريد صراعًا، لكنها لا تستبعد ضربة إسرائيلية
لإيران في أية لحظة.
وأوضح ترمب، الذي يُعتبر من أكثر
الشخصيات تأثيرًا في رسم توجهات واشنطن، أن إسرائيل لن تنتظر طويلاً أمام تعنت
طهران، معتبرًا أن ما يجري ليس تهديدًا بل احتمال وشيك لا يمكن تجاهله. تصريحاته
هذه تُقرأ كضوء أخضر مبطن، يزيد من تعقيد المشهد ويبعث برسائل مباشرة إلى طهران.
في الجهة المقابلة، لا تزال إيران
تلوّح بحقها السيادي في مواصلة برنامجها النووي، معتبرة أن التخصيب ليس موضوع
تفاوض بل مسألة كرامة وطنية، تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين تتسم بالتصعيد،
والجيش الإيراني يؤكد جاهزيته للرد على أي عدوان، بما في ذلك ضرب مخازن الأسلحة في
العمق الإسرائيلي إذا اقتضى الأمر. وبين هذه الرسائل المتبادلة، يعيش العالم لحظة
ترقب وقلق من انفجار إقليمي واسع النطاق.
العديد من المحللين يرون أن هذه
الأزمة ليست سوى غطاء لتحركات أعمق، حيث يعتقدون أن ترمب – سواء من خلف الكواليس
أو من خلال حلفائه - يسعى لإعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة عبر افتعال صراع
مباشر أو بالوكالة، يخلق بيئة مناسبة لانقضاض سياسي أو عسكري على طهران. التوقيت
حساس للغاية، خصوصًا في ظل المتغيرات الإقليمية وعودة الحديث عن تحالفات جديدة قد
تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة.
السؤال الأكبر الذي يفرض نفسه الآن:
هل ستتنازل إيران وتعود إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة، أم أن ساعة الحسم قد
اقتربت بالفعل؟
الأكيد أن رائحة البارود بدأت تنتشر
في أجواء المنطقة، وأن أي خطأ في الحسابات أو تجاوز للخطوط الحمراء، سيحوّل
التصعيد المحتمل إلى حرب شاملة لن تنطفئ شرارتها بسهولة، ولن تبقى آثارها محصورة
في حدود إسرائيل وإيران فقط، بل ستمتد نارها إلى جغرافيا أوسع بكثير.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك