أنتلجنسيا المغرب: أبو دعاء
أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن علامة "صنع في
المغرب" لم تعد مجرد شعار وطني، بل تحولت إلى رافعة استراتيجية لترسيخ مكانة
المملكة كوجهة صناعية تنافسية إقليميًا ودوليًا. وأوضح خلال افتتاح اليوم الوطني
للصناعة أن المغرب، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حقق
قفزة نوعية في مجالات متعددة جعلت الصناعة الوطنية في صلب مفهوم السيادة
الاقتصادية.
وأشار أخنوش إلى أن القطاع الصناعي المغربي بات يحقق أرقامًا
غير مسبوقة، خصوصًا في مجالات السيارات والطيران، حيث أصبحت منظومة صناعة السيارات
تمثل نحو أربعين في المائة من الصادرات الصناعية، وتشغل ربع اليد العاملة
الصناعية، فيما تصدر المملكة المركبات الحرارية إلى الاتحاد الأوروبي وتتصدر
إفريقيا في إنتاج السيارات السياحية. هذه الدينامية لم تأت من فراغ، بل نتيجة
تخطيط محكم واستثمار في الكفاءات والتكنولوجيا المتقدمة.
وفي موازاة مع ذلك، تسير المملكة بخطى واثقة نحو تعزيز ريادتها
في قطاع التنقل الكهربائي، عبر بناء منظومة متكاملة تشمل استخراج المواد الأولية
وتجميع البطاريات، مع إطلاق مشاريع رائدة تؤكد ثقة الشركاء العالميين في المنصة
الصناعية المغربية. وفي السياق ذاته، واصل قطاع الطيران تسجيل نمو قياسي، حيث يضم
أكثر من مئة وخمسين فاعلاً صناعياً وسجل سنة 2024 زيادة تجاوزت ستين في المائة
مقارنة بعام 2021، مدعومًا بمشاريع ملكية كبرى كمركب محركات الطائرات بالدار
البيضاء.
كما برزت الصناعة الصيدلانية والطبية كأحد أعمدة السيادة الصحية
الوطنية، من خلال إحداث وحدات متطورة لتصنيع اللقاحات وتوقيع اتفاقيات لتطوير
المواد الأولية الصيدلانية محليًا، ما يجعل المغرب في موقع متقدم كقطب إقليمي في
الإنتاج الدوائي. هذه الدينامية الصناعية المتعددة القطاعات تترجم التوجه الاستراتيجي
للمملكة نحو الاستقلال الصناعي وتقليص التبعية الخارجية.
وتجسدت هذه النجاحات في التصنيف الدولي، إذ احتل المغرب المرتبة
الثانية عشرة عالميًا في مجال الإنتاج الصناعي ذي المحتوى التكنولوجي المتوسط
والعالي حسب مؤشر الابتكار العالمي، وهو أفضل ترتيب تحققه المملكة خلال السنوات
الخمس الأخيرة، مما يعزز مكانتها بين الاقتصادات الصاعدة.
ولم تغفل الحكومة، بحسب رئيسها، التحديات التي تواجه الصناعة
الوطنية في ظل الأزمات العالمية، حيث أطلقت برامج استراتيجية مثل "بنك
المشاريع الصناعية" الذي استقطب أكثر من 1900 مشروع استثماري مغربي، إلى جانب
برنامج وطني للبحث والابتكار الصناعي موّل 160 مشروعًا مبتكرًا بقيمة قاربت 852
مليون درهم.
واختتم أخنوش كلمته
بالتأكيد على أن الصناعة الوطنية اليوم تقف على عتبة مرحلة جديدة قوامها الانتقال
الطاقي والإنتاج النظيف عبر مشاريع الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، مع الحفاظ
على التشغيل وتحفيز الاستثمار. وهكذا، تواصل علامة "صُنع في المغرب"
تأكيد قوتها كرمز للسيادة الاقتصادية، وضمانة للجودة، وجسر نحو مغرب صناعي صاعد
بثقة نحو المستقبل.
        
                        
                                    
                                    
                                    
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك