أنتلجنسيا المغرب:الدار البيضاء
تواصل بورصة الدار البيضاء أداءها المتقلب وسط مشهد اقتصادي
يتأرجح بين آمال المستثمرين وضغوط الأسواق العالمية، ومع بداية هذا الأسبوع، شهدت
البورصة تباينًا في منحنيات التداول، حيث برزت أسهم معينة على الواجهة محققة
أرباحًا لافتة، في حين تكبدت أخرى خسائر ملحوظة زادت من حذر المتعاملين.
في صدارة الأسهم الرابحة، سطع سهم إحدى الشركات النشطة في قطاع
الصناعات الغذائية الذي قفز بشكل لافت بفعل توقعات إيجابية حول نتائجها النصف
سنوية، تلتها شركة تنشط في قطاع التأمينات التي استفادت من مضاعفة الطلب في السوق
المحلي. وبرز أيضًا سهم تابع لقطاع التكنولوجيا، الذي بدأ يستعيد جاذبيته لدى
المضاربين بعد فترة ركود قصيرة.
أما قائمة الخاسرين، فقد تصدرتها شركات في قطاع البناء والأشغال
العمومية، التي تضررت من تراجع الطلب ومشاكل في التمويل، بالإضافة إلى شركات
مرتبطة بالقطاع الفلاحي التي تأثرت سلبًا بالعوامل المناخية وتذبذب التزود بالمواد
الأساسية، وقد سجلت هذه الشركات تراجعًا تجاوز نسبة مؤثرة دفعت بعض المستثمرين إلى
التخلص السريع من محافظهم.
فيما يخص التداولات، فقد تم تسجيل حجم تداول متوسط، اتسم
بالحذر، حيث فضّل المستثمرون التريث في ظل الغموض الذي يلف المشهد الاقتصادي
الدولي، تركزت معظم التداولات على الأسهم القيادية، خاصة في قطاعات البنوك
والاتصالات والطاقة، ما يعكس توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة نسبيًا داخل
السوق المحلية.
الدرهم المغربي بدوره استطاع أن يفرض نفسه في هذا السياق، إذ
سجل تحسنًا ملحوظًا أمام كل من الأورو والدولار الأمريكي. هذا التحسن يعزى إلى
مجموعة من العوامل، أبرزها ارتفاع تحويلات الجالية المغربية بالخارج، وتراجع طفيف
في واردات بعض المواد الأساسية، مما حسن من ميزان الأداءات، ورفع الطلب على العملة
المحلية.
أمام الأورو، حقق الدرهم المغربي ارتفاعًا مستقرًا يعكس توازنًا
في العرض والطلب، مستفيدًا من الأداء الضعيف للعملة الأوروبية في الأسواق العالمية،
أما أمام الدولار الأمريكي، فقد برز تحسن نسبي في موقع الدرهم، رغم الصلابة
النسبية للعملة الأمريكية عالميًا، ما يعكس صلابة الاقتصاد المغربي وقدرته على
امتصاص الصدمات الخارجية.
وتبقى الأنظار مشدودة نحو
التوجهات القادمة لبورصة الدار البيضاء، خاصة مع اقتراب إعلان نتائج الشركات
الكبرى خلال الأسابيع المقبلة، والتي من شأنها أن تحدد المزاج العام للمستثمرين
وتوجهاتهم في المدى القصير والمتوسط.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك