أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت
شهدت الموانئ المغربية خلال الربع الأول من سنة 2025 نشاطاً غير مسبوق، حيث بلغ حجم الرواج الإجمالي 60,8 مليون طن، مقابل 55,2 مليون طن في نفس الفترة من السنة الماضية، مسجلاً ارتفاعاً لافتاً بنسبة 10,2 في المائة.
هذا المعطى الهام جاء في بلاغ رسمي صادر عن وزارة التجهيز والماء حول "أنشطة الموانئ بالمغرب برسم الربع الأول من سنة 2025"، والذي كشف عن أداء قوي في مؤشرات متعددة، يعكس دينامية متزايدة في الحركة المينائية الوطنية.
وبحسب المصدر ذاته، فقد بلغ حجم الرواج الوطني، دون احتساب نشاط المسافنة، ما مجموعه 30,5 مليون طن، أي بزيادة قدرها 7,7 في المائة، في حين قفز نشاط المسافنة إلى 30,3 مليون طن، مسجلاً نمواً بنسبة 12,7 في المائة مقارنة بالربع الأول من سنة 2024.
ويُعتبر نشاط المسافنة العمود الفقري للرواج المينائي المغربي، حيث استحوذ على نسبة 49,9 في المائة من إجمالي النشاط المينائي إلى حدود نهاية مارس 2025، متبوعاً بالواردات بنسبة 29,5 في المائة، والصادرات بنسبة 16,4 في المائة، ثم عمليات المساحلة بنسبة 3,6 في المائة، ونشاط تزويد السفن بالوقود بنسبة 0,6 في المائة.
على صعيد التفاصيل، سجلت الواردات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 2,8 في المائة لتبلغ 17,9 مليون طن، في حين قفزت الصادرات بنسبة مهمة وصلت إلى 13,7 في المائة محققة 10 ملايين طن. أما رواج المساحلة، فقد شهد ارتفاعاً قوياً بنسبة 31,6 في المائة ليصل إلى 2,2 مليون طن، مقابل تراجع نشاط تزويد السفن بالوقود بنسبة 7,1 في المائة، ليسجل 392,9 ألف طن، في ارتباط أساساً بالسفن العابرة لمضيق جبل طارق.
أما من حيث الأروجة الاستراتيجية، فقد عرف الربع الأول من العام الجاري نمواً في عدد من المؤشرات الرئيسية، حيث ارتفع رواج الحاويات إلى 2,9 مليون حاوية من فئة 20 قدماً، بزيادة قدرها 10,5 في المائة، كما ارتفعت واردات المحروقات بنسبة 7,2 في المائة لتصل إلى 3,2 مليون طن. كما شهدت المنتجات المرتبطة بالموانئ ارتفاعاً بنسبة 2,3 في المائة، والنقل الطرقي الدولي بنسبة 7,1 في المائة بعد تسجيل 158.152 وحدة.
وفي المقابل، عرف رواج بعض المواد تراجعاً ملموساً، أبرزها الفحم الذي انخفض بنسبة 1,8 في المائة إلى 2,4 مليون طن، والحبوب التي تراجعت بنسبة 22 في المائة إلى 2,1 مليون طن، إلى جانب تراجع رواج العربات الجديدة بنسبة 21 في المائة بعد تسجيل 136.854 وحدة فقط.
فيما يتعلق بحركة المسافرين، فقد سجلت موانئ المملكة مرور 720.645 مسافراً حتى نهاية مارس 2025، وهو ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 3,9 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
أما رواج السياح البحريين، فقد عرف نمواً قوياً بنسبة 46,9 في المائة، حيث بلغ عددهم 55.668 سائحاً بحرياً عبر الموانئ المغربية، في مؤشر واضح على استعادة القطاع السياحي البحري لعافيته.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، سجل التقرير تراجعاً في حجم منتوجات الصيد الساحلي والتقليدي المفرغة بالموانئ، حيث بلغ مجموعها 136.856 طناً فقط، بانخفاض بلغت نسبته 24,5 في المائة مقارنة بالربع الأول من سنة 2024، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذا القطاع الحيوي.
ويعكس هذا الرواج المينائي المتنوع والقياسي في جوانب عدة، المكانة المتنامية للمغرب كمحور لوجستي وتجاري حيوي في حوض المتوسط وغرب إفريقيا، ويبرز التحديات المرتبطة بتقلبات بعض الأنشطة الحساسة، في وقت تواصل فيه المملكة تطوير بنياتها المينائية وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك