لوبيات المخزن..الدرع الخفي الذي يحمي أخنوش رغم الانهيار الاجتماعي والاقتصادي

لوبيات المخزن..الدرع الخفي الذي يحمي أخنوش رغم الانهيار الاجتماعي والاقتصادي
ديكريبتاج / الثلاثاء 02 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين

رغم الغليان الشعبي وتفاقم الأزمة الاقتصادية، ظل رئيس الحكومة عزيز أخنوش محصّناً داخل شبكة نفوذ متشابكة تضم كبار رجال المال والإدارة والأجهزة النافذة.

هذه الشبكة، الممتدة داخل مفاصل الدولة، تحوّلت إلى مظلة سياسية واقتصادية تمنع أي مساءلة حقيقية حول تدبير مرحلة تعتبر من أكثر الفترات قتامة في تاريخ الحكومات المغربية الحديثة.

تحالف المال والسلطة

صعود أخنوش لم يكن مجرد نتيجة صناديق الاقتراع، بل كان ثمرة تحالف استراتيجي بين المال والسلطة.

شركاته العملاقة، المستفيدة من الاحتكار في قطاعات حسّاسة، تحولت إلى لاعب مؤثر في السياسات العمومية، بينما وفّرت الحكومة غطاءً تشريعياً وتنظيمياً لإعادة توزيع الثروة بما يخدم نفس الدائرة الضيّقة من المصالح.

تفكك اجتماعي مقابل صمت مؤسساتي

ورغم موجة الغلاء، وانهيار القدرة الشرائية، واحتجاجات فئات واسعة من المغاربة، بقيت المؤسسات الرقابية صامتة.

لا تقارير تدقيق، ولا مساءلات برلمانية فعّالة، ولا محاسبة لسياسات وقعها المباشر على حياة ملايين الأسر.

هذا الصمت لم يكن بريئاً، بل كان جزءاً من بنية الحماية التي تصنعها لوبيات المخزن حول الحكومة الحالية.

قضاء واقتصاد وإعلام وشبكة حماية متكاملة

تشتغل لوبيات المخزن كجهاز متكامل:

في القضاء:يتم احتواء الملفات الحساسة أو تجميدها.

في الاقتصاد: تُفتح الأسواق وتُغلق حسب المصالح، ويتم التحكم في الأسعار بطريقة غير معلنة.

في الإعلام:تُستعمل منصات معينة في مهاجمة الأصوات المنتقدة، بينما يتم ضخ الدعم في منابر تلمّع صورة الحكومة.

بهذه الأدوات، يتم تحويل النقاش العمومي من ملفات جوهرية إلى صراعات هامشية تُصنع لإلهاء الرأي العام.

إعادة إنتاج نفس النظام القديم بواجهة جديدة

ما قامت به حكومة أخنوش، بتواطؤ اللوبيات التي تحيط بها، لم يكن سوى إعادة تدوير نموذج حكم تقليدي قائم على الامتيازات، الاحتكار، والسلطة العمودية.

ورغم الخطاب الحداثي الذي تسوّقه الحكومة، فإن الواقع يكشف استمرار بنية الحكم نفسها: أقلية مؤثرة تتحكم في مصير الأغلبية الصامتة.

شعب يدفع الثمن ودولة بلا بوصلة

غلاء فاحش، بطالة تتصاعد، تعليم وصحة منهاران، تنمية متوقفة، ثقة شعبية في أدنى مستوياتها، وحكومة تبدو محمية أكثر مما هي خادمة للمصلحة العامة.

وبينما يطالب المغاربة بتغيير حقيقي، تستمر لوبيات المخزن في حماية موقعها ومصالحها، حتى ولو كان الثمن استقرار البلاد ومستقبلها.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك