ترامب يشعل نار الحرب مجددًا ويهدد بضرب غزة عسكريًا

ترامب يشعل نار الحرب مجددًا ويهدد بضرب غزة عسكريًا
ديكريبتاج / الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 10:17 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دائرة الجدل الدولي بتصريحات نارية هدد فيها بشن عمل عسكري مباشر ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، معلنًا أن واشنطن لن تبقى مكتوفة الأيدي إذا استمرت الحركة في “قتل الناس”، على حد تعبيره. وجاءت كلماته عبر منصته تروث سوشيال، في لهجة تصعيدية أعادت للأذهان مشاهد الحروب السابقة التي خاضتها الولايات المتحدة بذريعة “حماية المدنيين”، بينما يرى مراقبون أن تصريحاته تمهد لمرحلة خطيرة من التوتر الإقليمي.

التصريحات الجديدة لترامب جاءت متناقضة مع مواقفه السابقة، إذ كان قد برر قبل أيام ما وصفه بـ“إعدامات داخلية نفذتها حماس ضد عملاء لإسرائيل”، قائلاً حينها “لا بأس بذلك، فهما عصابتان سيئتان”. هذا التبدل المفاجئ في الخطاب السياسي يعكس ارتباكًا في موقف ترامب من الملف الفلسطيني، ويثير تساؤلات حول ما إذا كان يسعى لكسب أصوات اليمين المتطرف داخل أميركا، أم أنه يحاول تقديم نفسه كحليف أوفى لإسرائيل في خضم سباق انتخابي محتدم.

وفي كواليس المشهد، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن ترامب أجرى اتصالًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحث خلاله ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وأكد دعمه الكامل لأي خطوات “حاسمة” تتخذها تل أبيب ضد حماس. ووفق المصدر ذاته، فقد شدد ترامب على أنه “لن يتردد في دعم تدخل عسكري” إذا استمرت الحركة في رفض شروط الصفقة الأميركية الإسرائيلية. هذه التصريحات اعتبرتها دوائر إسرائيلية بمثابة “ضوء أخضر جديد” لاستئناف القتال.

البيت الأبيض من جانبه لم يصدر أي توضيح رسمي حول نية ترامب أو خططه العسكرية، مكتفيًا بالصمت حيال التهديدات الأخيرة، في وقتٍ تواصل فيه الأطراف الدولية جهودها لتثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة التي تعيش على وقع مجاعة خانقة وانهيار شبه كامل في البنية التحتية. الدبلوماسيون الغربيون حذروا من أن أي تدخل أميركي مباشر في غزة سيقلب موازين القوى ويدفع المنطقة إلى حرب إقليمية مفتوحة.

تزامن هذا التصعيد مع استمرار المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، بإشراف أميركي مباشر. وقد أفرجت المقاومة الفلسطينية عن عشرين أسيرًا إسرائيليًا وسلمت جثامين عدد من القتلى، في حين أطلقت إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال. غير أن التقارير الحقوقية تؤكد أن أكثر من عشرة آلاف أسير لا يزالون يعانون التعذيب وسوء المعاملة داخل سجون الاحتلال، وأن العديد منهم استشهد تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الطبي.

المأساة في غزة تتواصل منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، حيث تسببت آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة أميركيًا في استشهاد ما يزيد عن سبعة وستين ألف فلسطيني وجرح أكثر من مئة وسبعين ألفًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء. المجازر اليومية التي تمارسها قوات الاحتلال تُرتكب تحت غطاء سياسي وإعلامي أميركي، فيما لا تزال واشنطن تتحدث عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، متجاهلة التقارير الأممية التي وصفت ما يجري بأنه “إبادة جماعية مكتملة الأركان”.

بهذا التصريح الأخير، يعيد ترامب إشعال فتيل التوتر في أكثر بقاع الأرض اشتعالًا، فبدل أن يسعى إلى إنهاء المأساة الإنسانية في غزة، يلوّح بلغة الدم والسلاح. وبينما تتصاعد ألسنة اللهب فوق الركام، يترقب العالم ما إذا كان تهديد ترامب مجرد دعاية انتخابية صاخبة، أم مقدمة لفصل جديد من الحروب الأميركية التي لا تجلب سوى الدمار والدموع.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك