
أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
بعد نهاية حرب العقوبات التجارية التي
فرضتها الولايات المتحدة على الصين، التي وصلت 100% على المنتجات الصينية، ردّت
الصين بالمثل وقررت حظر تصدير الرقائق الإلكترونية والمواد النادرة المستخدمة في
صناعة الأسلحة والمنتجات الإلكترونية إلى أي دولة، وعلى رأسها الولايات المتحدة
بوضوح واستهداف.
هذا القرار لم يكن مجرد مناورة اقتصادية
بل إعلان استراتيجية جديدة تقوم على قدرة بكين على استخدام سلسلة التوريد كسلاح
ردع، وإجبار الخصوم على إعادة حسابات الاعتماد التكنولوجي والصناعي.
في تصريح قوي لنائب رئيس مركز الصين
والعولمة "فكتور غاو" جاء فيه تهديد مباشر لواشنطن بأن الصين جاهزة
للحرب إن اختارتها الولايات المتحدة، وأن سياسة بكين واضحة فهي لن تفتعل الحرب
لكنها مستعدة للرد بصعوبة ساحقة إذا أطلقت الولايات المتحدة الطلقة الأولى، مؤكداً
أن لدى الصين صواريخ تحمل ستين قنبلة ورؤوساً هيدروجينية متقدمة لا تمتلكها دول
أخرى، وأن قدراتها الصاروخية الباليستية قادرة على الوصول لأي نقطة في العالم
بدقة، وأن بإمكانها تحويل موازين القوى في وقت قصير للغاية.
هذا الخطاب يمثل أول رد علني وعنيف من
التنين الصيني، وتحذيراً نهائياً يشبه إشعال آخر ضوء تحذيري لأي من يسعى لتصعيد
المواجهة مع بكين.
الرسالة هنا مزدوجة، اقتصادياً عبر
فرض قيود تصدير حاسمة تعيد تشكيل ملامح التصنيع العالمي، وعسكرياً عبر عرض قوة
وتهديد ردعي يجعل حسابات المخاطرة لدى الخصم أعلى بكثير، في الحالة التي تتصاعد
فيها المواجهة بين القوتين، ستجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للرهان على بدائل
معقدة ومكلفة أو التراجع عن خطوات تصعيدية قد تجر المنطقة والعالم إلى دوامة لا
مخرج منها.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك