"قربالة" بمجلس النواب وتوتر غير مسبوق يكشف هشاشة الفضاء الديمقراطي بالمغرب

"قربالة" بمجلس النواب وتوتر غير مسبوق يكشف هشاشة الفضاء الديمقراطي بالمغرب
ديكريبتاج / الثلاثاء 02 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين

تابع المغاربة بدهشة وقلق شديد ما شهده مجلس النواب يوم الإثنين فاتح دجنبر الجاري، حين تحولت الجلسة العمومية إلى فضاء مضطرب، تُرمى فيه العبارات المسيئة ويعلو فيه الصراخ أكثر من صوت النقاش السياسي.

المشادات الكلامية بين بعض أعضاء الحكومة وعدد من النواب شكّلت سابقة خطيرة، أعادت طرح السؤال حول مستوى الخطاب السياسي وحدود اللياقة داخل المؤسسة التشريعية.

رئاسة الجلسة تحت النار

النظام الداخلي لمجلس النواب واضح: حياد، ضبط، وتحفّظ. لكن ما حدث، وفق متابعين، كان نقيض ذلك تماماً.

فطريقة تدبير الجلسة من طرف رئاستها لم تُسعف في تهدئة الأجواء، بل ساهمت في إذكاء التوتر، بعدما غاب الحياد الواجب قانونياً، واستُعملت لغة لا تليق بمن يُفترض فيه حماية النقاش العمومي وضمان سير الجلسات بشكل طبيعي.

انزلاق يهدد صورة البرلمان

التراشق اللفظي الذي صدر عن ممثلين للحكومة وبعض النواب تجاوز بكثير حدود اللياقة البرلمانية، وأساء بشكل مباشر لصورة المؤسسة التشريعية باعتبارها فضاءً للتشريع والرقابة لا للحسابات الصغيرة والانفعالات.

التخوف الأكبر اليوم هو أن يتحول البرلمان إلى ساحة صراع مفتوح، بدل أن يكون فضاءً راشداً لصناعة السياسات العمومية.

دعوات لوقف الانحدار

أمام هذا الانفلات، تتعالى الدعوات من داخل المشهد الحقوقي والسياسي لتحمّل كل الأطراف مسؤولياتها، واحترام قيم المؤسسة التشريعية وتحصينها من التوترات العبثية.

المطلوب هو تعزيز ثقافة الانضباط البرلماني، ووضع مدونة سلوك ملزمة، وتنظيم تكوينات في القيم الدستورية وأخلاقيات العمل البرلماني.

كما لم يَعد ممكناً تأجيل إصلاح آليات الوقاية من الانفلاتات اللفظية والسلوكية، حماية لصورة البرلمان ودوره المركزي في ترسيخ الديمقراطية.

بهذا المشهد المقلق، يبدو أن السؤال الحقيقي لم يعد حول ما جرى داخل الجلسة، بل حول مستقبل الفضاء الديمقراطي نفسه إذا استمر هذا المسار المتوتر بلا كوابح.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك