
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
توصلت "أنتلجنسيا المغرب" ببيان
ناري صادر عن "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، عبرت فيه عن رفضها
القاطع للمنع المسبق للاحتجاجات السلمية ولجوء السلطات إلى الاعتقالات والقمع
للتغطية على ما وصفته بالسياسة الكارثية للدولة في قطاع الصحة.
وأكد البيان أن الحملة التأديبية التي
شنتها الدولة ما هي إلا محاولة يائسة لإخفاء فشلها الذريع في ضمان الحد الأدنى من
الخدمات الطبية، وسط انهيار المستشفيات وغياب الأدوية والتجهيزات وتفاقم معاناة
المواطنات والمواطنين، يقول البيان.
وقال البيان إن السلطات بدل التجاوب
مع مطالب الشارع لجأت إلى المقاربة الأمنية، مجندة الباشوات لإصدار بلاغات المنع،
ومسلطة الإنزالات المكثفة أمام المؤسسات الصحية بعدة مدن من بينها الصويرة، حيث تم
تسجيل تدخلات قمعية واعتقالات في صفوف المناضلات والمناضلين.
كما شدد المكتب المركزي للجمعية على
أن هذه السياسات السلطوية لا يمكن إلا أن تزيد من الاحتقان الاجتماعي، معلنا دعمه
المطلق لكل الأشكال النضالية الرامية إلى انتزاع الحق في الصحة والتعليم والشغل
والعيش الكريم.
نــص البيــــان كامـــــــلا:
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدين بشدة اللجوء إلى المنع والقمع والاعتقالات للتغطية على السياسة الكارثية للدولة على الحق في الصحة.
أطلقت الدولة حملة تأديبية مركزية للتغطية على فشلها في المجال الصحي، لتداري ما قد يفضح كذبتها الكبرى حول الحماية الاجتماعية التي تعتزم الترويج لها كفتح جديد من فتوحاتها. فمع تزايد الدعوات للاحتجاج في العديد من المدن على تردي الأوضاع الصحية في الكثير من المناطق؛ كما يتجلى في عجز المستشفيات، بما فيها تلك المصنفة كمستشفيات جامعية عن تقديم الحدود الدنيا من الخدمات الصحية والعلاج، نظرا لاهتراء البنايات وغياب التجهيزات وقلة الأطر الصحية العاملة والنقص الكبير في الأدوية أو انعدامها.
وعوض التجاوب مع مطالب المواطنات والمواطنين والاستماع لنبض الشارع، عمدت الدولة إلى المنع المسبق لكل الاحتجاجات وجندت الباشوات لإخراج بلاغات لمنع الوقفات والاحتجاجات في مدن كثيرة من بينها بني ملال وطاطا وغيرها ... و قامت بإنزالات أمنية كثيفة أمام مجموعة من المؤسسات الصحية، بكل من طاطا، مراكش، تاونات والصويرة، هذه الأخيرة التي عرفت تدخلا قمعيا مفرطا ومطاردات للمحتجين، أدت إلى اعتقال 10 من المناضلات والمناضلين، ضمنهم أعضاء بالجمعية المغربية لحقوق الانسان، واقتيادهم إلى الدائرة الأمنية الثانية، وسط احتجاجات مطالبة بإطلاق سراحهم فورا. وقد شملت الاعتقالات أسامة بنجلون، عمر الصبان الحسين بوكبير مريم منومي، عادل أرمل، محمد ابو لعولة حفيظ بوكبير، رضوان الشابي أسامة المكاني ونصف الشعبي).
اننا في المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان نعتبر أن المنع الاستباقي لأشكال الاحتجاج السلمي، إجراء سلطوي وتحكمي في الفضاء العام، وممارسات قمعية لشرعنة الإجهاز الكلي على الحقوق الاجتماعية للمواطنين وفي مقدمتها الحق في الصحة؛ وإذ نعبر عن دعمنا ومساندتنا وانخراطنا في كافة الاشكال الاحتجاجية المطالبة بالإعمال الحقيقي والناجع للحقوق الاجتماعية، وفي طليعتها الحق في الصحة والتعليم، والشغل والسكن والعيش الكريم تعلن ما يلي:
نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلات والمعتقلين على خلفية الاحتجاج السلمي بمدينة الصويرة، مع فتح تحقيق نزيه وشفاف حول الانتهاكات والتجاوزات الأمنية التي رافقت هذه التدخلات، وترتيب المسؤوليات القانونية بشأنها.
ندين وبشدة أساليب المنع الاستباقي والممارسات الترهيبية والإنزالات الأمنية المكثفة أمام عدد من المؤسسات الصحية والتي تهدف إلى تخويف المواطنات والمواطنين وثنيهم عن ممارسة حقهم في التعبير والتظاهر السلمي.
نطالب الدولة بضمان الحق في الاحتجاج والتعبير السلمي، ومعالجة أسبابه عوض المقاربة القمعية
نؤكد على ضرورة تمكين المواطنات والمواطنين من حقهم المكفول في الصحة، والرعاية الاجتماعية، وفق المعايير التعارف عليها في هذا الشأن.
ندعو الدولة إلى سن سياسة صحية ذات فعالية وجودة، تستجيب لتطلعات المواطنين، وذلك بتوفير مؤسسات صحية مجهزة وقادرة على تأمين الخدمات للجميع، مع ضرورة ايلاء الاهتمام للأطر الصحية وشروط ومتطلبات العمل والتدخل العلاجي.
تجدد دعمنا لكافة الأشكال النضالية الهادفة إلى الدفاع
عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطنات والمواطنين، وفي مقدمتها الحق في
الصحة والتعليم، والشغل، والسكن، والعيش الكريم .
المكتب
المركزي الرباط، في 21 شتنبر 2025.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك