وزير الصحة يتخذ من المديرين أكباش فداء لإمتصاص غضب الشارع

وزير الصحة يتخذ من المديرين أكباش فداء لإمتصاص غضب الشارع
ديكريبتاج / الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 - 21:52 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

في مشهد لا يثير سوى الحيرة والغضب، قرر وزير الصحة، أمين التهراوي، تحويل مديري المستشفيات إلى أكباش فداء لامتصاص غضب المواطنين، بعد أن أصبحت الاحتجاجات على الخدمات الصحية في أكادير عنوانا للمعاناة اليومية، الوزير الذي لا خلفية له في قطاع الصحة وجد نفسه فجأة مسؤولاً عن حياة الملايين، بعد أن لم تفلح سنواته في التجارة الباهظة "المكياجية" في تجهيز المستشفيات بأدنى مستلزمات التطبيب وإعادة الهيبة لها.

الحل الذي اختاره الوزير كان إعفاء عدد من المسؤولين من مناصبهم، كنوع من "عقاب الحيط القصير"، بينما تبقى المشكلة الأساسية قائمة، نقص المعدات الأساسية مثل السكانير وأجهزة الأشعة، وغياب الأدوية والمستلزمات الطبية، كل ذلك يجعل المستشفى المغربي مكاناً يعاني قبل أن يعالج، هذه السياسة تعكس تجاهلاً تاماً للأزمة الحقيقية وتغليف الفشل بصورته التقليدية المعتادة، عقاب الموظفين الصغار بدل إصلاح النظام بأكمله.

المواطنون، الذين صعدت أصواتهم احتجاجاً، لا يطلبون فقط أسماءً لإقالتها، بل يريدون رؤية وزارة صحية قادرة على توفير الحد الأدنى من الخدمات، الحل الحقيقي لا يكمن في تغييرات شكلية على ورق، بل في تجهيز المستشفيات بالأدوات الطبية، وضمان توافر الأدوية والمستلزمات بشكل دائم، وخلق بيئة صحية تحترم المواطن، وليس في مطاردة أكباش الفداء من المديرين.

معالي الوزير ومعالي رئيس الحكومة، المشكلة الحقيقية ليست في المديرين، بل في إدارة الوزارة نفسها، الوزير الذي ليس من أهل الاختصاص في الطب لا يمكنه إدارة القطاع بشكل فعّال، كما لا يمكن لرجل أعمال أن يفهم تفاصيل البناء أو الكهرباء؛ لكل مجال أهله وخبرته، ولا يمكن تحميل المسؤولين الصغار فشل النظام بأكمله.

الأمر الأكثر حساسية أن هذه الولاية شهدت صفقات مثيرة مع شركات الحراسة وأمور ثانوية تستحق مراجعة دقيقة من المجلس الأعلى للقضاء، ليس ذلك اتهاماً، لكن الشفافية هنا ضرورة مطلقة لطمأنة الرأي العام، خاصة بعد أن أصبح المواطنون يشاهدون الفشل الإداري بأم عينيهم في كل مستشفى، الخطير في هذه المعالجة الرمزية للفشل هو أن الوزير يكتفي بترقيع الأزمة، بدل اتخاذ قرارات حقيقية تغير الواقع، فالإعفاءات الفردية مجرد مسكنات مؤقتة لن تعالج نقص التجهيزات ولا أزمة الكفاءات، ولن توقف غضب الشارع الذي يرى خدماته الصحية تنهار أمام عينيه.

الفشل ليس نتيجة سوء المديرين فقط، بل نتيجة إدارة عليا لم تفهم طبيعة القطاع الذي تتولى مسؤوليته، الحل يبدأ من الوزير نفسه، بقرار شجاع يضمن إصلاح النظام من جذوره، لا بمطاردة صغار الموظفين ليصبحوا أكباش فداء في لعبة السياسة المترهلة، أو تقديم إستقالة بشرف.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك