تحليل الخطاب الملكي في الذكرى الـ26 لعيد العرش مع 10 مفاتيح جوهرية

تحليل الخطاب الملكي في الذكرى الـ26 لعيد العرش مع 10 مفاتيح جوهرية
ديكريبتاج / الأربعاء 30 يوليو 2025 - 11:30 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

أنتلجنسيا المغرب

1. تثبيت شرعية البيعة وتأكيد الاستمرارية

افتتح الملك محمد السادس خطابه بتجديد روابط البيعة المتبادلة، في إشارة رمزية تعكس الشرعية التاريخية والسياسية للمؤسسة الملكية، وتثبيت علاقة الولاء والوفاء بين العرش والشعب. هذا التقديم التقليدي يشكل تأكيدًا على الاستقرار الدستوري والسياسي، في وقت يعرف فيه المحيط الإقليمي تحولات عميقة.

2. الاعتزاز بالمكاسب والانتقال نحو المستقبل بثقة

توقف الخطاب عند مسار التنمية الذي عرفه المغرب منذ اعتلاء العرش سنة 1999، مؤكدًا على كونه نتاج رؤية استراتيجية طويلة المدى وليست نتائج عرضية. هذا التموقع يُقدِّم المغرب كـ"بلد صاعد"، وهو توصيف جديد يعكس تحولا في الخطاب الرسمي نحو إبراز المغرب كقوة اقتصادية إقليمية صاعدة.

3. الاقتصاد الوطني: من الصمود إلى التنافسية

استعرض الخطاب الملكي التحولات الاقتصادية الإيجابية التي شهدتها المملكة، من قبيل:

نمو الصادرات الصناعية بشكل غير مسبوق منذ 2014.

بروز قطاعات السيارات والطيران والطاقات المتجددة كرافعات اقتصادية.

انخراط المغرب في اتفاقيات تبادل حر تربطه بثلاثة مليارات مستهلك.

الملك حرص على التأكيد أن الاقتصاد الوطني رغم الأزمات المتتالية (الجفاف، الاضطرابات الدولية) حافظ على توازنه، مشددًا على ضرورة الاستثمار في القطاعات التنافسية.

4. البنيات التحتية الكبرى كمحرك للتنمية

تم الإعلان عن مشاريع كبرى مثل:

تمديد القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش.

مشاريع الأمن المائي والسيادة الطاقية والغذائية.

وهو ما يبرز تفضيل المقاربة الاستباقية لمواجهة تحديات المستقبل، خصوصًا المرتبطة بالمناخ والطاقة.

5. البعد الاجتماعي: لا تنمية بدون عدالة مجالية

أهم تحول في الخطاب هو التأكيد على أن "التنمية الاقتصادية لا تساوي شيئًا إن لم تنعكس على عيش المواطنين". في هذا الإطار، شدد الملك على:

أهمية تعميم الحماية الاجتماعية والدعم المباشر.

التراجع الكبير في الفقر متعدد الأبعاد (من 11.9% إلى 6.8%).

تجاوز المغرب عتبة "الدول ذات التنمية البشرية العالية".

غير أن الخطاب اعترف بوجود فوارق مجالية صارخة، خاصة في المناطق القروية، ما يتطلب "نقلة نوعية" نحو مقاربة تنمية مجالية مندمجة.

6. دعوة لتجديد السياسات الترابية

في هذا الصدد، وجه الملك نداء للحكومة لإطلاق جيل جديد من برامج التنمية الترابية تقوم على:

دعم التشغيل والاستثمار المحلي.

تقوية الخدمات الاجتماعية (صحة وتعليم).

تدبير مستدام للموارد المائية.

مشاريع تأهيل ترابي مندمج ومتكامل.

هذه الرسائل تحمل في طياتها انتقادات ضمنية للمقاربات السابقة وتوجيهات عملية للانتقال من "النية" إلى "التنفيذ".

7. الاستحقاقات المقبلة: التحضير الجيد للانتخابات

في فقرة لافتة، أعلن الملك بوضوح دعوته لاعتماد المنظومة القانونية المؤطرة للانتخابات قبل نهاية 2025، ما يعكس حرصه على احترام التوقيت الدستوري وتعزيز الثقة في المسلسل الديمقراطي. كما دعا وزير الداخلية لبدء مشاورات سياسية مبكرة مع الفاعلين.

8. انفتاح إقليمي ودعوة إلى حوار جزائري مغربي

في واحدة من أبرز فقرات الخطاب، جدّد الملك التأكيد على:

"اليد الممدودة" للجزائر.

رغبة المغرب في حوار صريح ومسؤول.

تمسكه بالاتحاد المغاربي.

هذه الإشارات تستمر في التعبير عن موقف مغربي ثابت مقابل تعنت جزائري، وهي تندرج في استراتيجية دبلوماسية ناعمة ترمي إلى كسب التعاطف الدولي.

9. قضية الصحراء: زخم دولي لمبادرة الحكم الذاتي

أكد الملك ارتفاع عدد الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي، خاصة من طرف البرتغال والمملكة المتحدة. الرسالة هنا موجهة أساسًا إلى الداخل المغربي لتعزيز الثقة، وإلى الخارج كدليل على عزل الجبهة الانفصالية.

10. إشادة بالمؤسسات الأمنية وتكريم رموز الدولة

اختتم الخطاب بتحية وفاء لقوات الأمن والدفاع، وتكريم لروح الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني. هذا الوفاء المؤسسي يعكس استمرارية الدولة وتلاحم سلطاتها.

خلاصات سياسية:

الخطاب تضمن جرعة عالية من الواقعية الاجتماعية، ورسائل تفاؤلية بمستقبل تنموي واعد.

هناك تركيز على الفوارق المجالية وضرورة تجاوز مغرب "بسرعتين".

رسائل سياسية للداخل (الانتخابات) والخارج (الصحراء، الجزائر).

مقاربة جديدة للتنمية المجالية ترتكز على التأثير المباشر وليس الخطط المركزية الجوفاء.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك