أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل
لم يكن
الأسبوع الممتد من 14 إلى 20 يوليوز سوى محطة جديدة في مسلسل الدم على الطرقات،
بعدما أسفرت حوادث السير داخل المناطق الحضرية عن مقتل 24 شخصًا، وإصابة 2965
آخرين، بينهم 122 بجروح خطيرة. أرقام مقلقة تعكس فشلًا مستمرًا في ضبط الفوضى
المرورية، رغم كل الشعارات والتحذيرات، لتظل الشوارع مسرحًا مفتوحًا للمآسي
اليومية.
بلاغ المديرية العامة للأمن الوطني كشف عن أسباب مكررة تتكرر
دون حلول جذرية: غياب انتباه السائقين، السرعة المفرطة، وعدم احترام الأسبقية،
وتجاهل الراجلين، وكأن الطرق المغربية تحولت إلى ساحات مغامرة تنعدم فيها المحاسبة
ويغيب فيها وعي السائق والراجل على حد سواء. حتى العلامات المرورية مثل
"قف" و"ضوء أحمر" أصبحت مجرد اقتراحات في عيون الكثيرين، فيما
لا تزال السياقة في حالة سكر تشكل تهديدًا قاتلًا يمر دون رادع فعلي.
ورغم الجهود الرقابية، حيث
تم تسجيل أزيد من 50 ألف مخالفة وإنجاز آلاف المحاضر، إلا أن السؤال الجوهري يظل
مطروحًا: لماذا تستمر الحصيلة الدموية؟ هل أصبحنا نطبع مع الأرقام المهولة أسبوعًا
بعد أسبوع؟ أم أن الغرامات والمحجزات لم تعد كافية لردع المستهترين بأرواح الناس؟
ما يحدث في طرقنا هو كارثة حقيقية تتطلب ما هو أكثر من ردود فعل موسمية، بل
استراتيجية وطنية صارمة تُنهي الاستهتار وتعيد للشارع هيبته.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك