أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
في مشهد يُمزق القلب ويبعثر كرامة العدالة، لا تزال الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ترفع صوتها من قلب أغبالو، مُصرة على أن الطفل محمد الراعي لم يضع حبل المشنقة حول عنقه، الجمعية، مدعومة بشهادات أهالي البلدة، الصورة المتداولة التي التقطت لجثته تنسف كل رواية "الانتحار" المعلبة، حيث بدا واضحًا أن المسافة بين الجسد والحبل لا تسمح بأي منطق يوصلنا إلى فكرة أنه شنق نفسه.
الجثة لم تكن متدلية كما يفترض في حالات الانتحار، بل كانت راكعة، باردة، هامدة، وركبتا الطفل تلامسان الأرض، في وضعية لا تترك للشك بابًا.
التفاصيل المروعة تدفع السكان إلى المطالبة بالتحقيق
الشفاف والجاد، متسائلين عن دور المال والنفوذ في طمس الحقيقة وتغليف الجريمة بثوب
كاذب من "الانتحار"، رغم أن الحقيقة تقطر دمًا.
في أغبالو، لا يزال الحزن ممتزجًا
بالغضب، والصرخات تطالب بفك شيفرة هذا القتل المموه، كل الأنظار متجهة صوب السلطات
القضائية والأمنية لتحمل مسؤوليتها في كشف الجناة، ورد الاعتبار لروح بريئة حُبست
بين أنياب الظلم، في زمن لا يرحم فيه الفقراء ولا يحمي فيه الرعاة الصغار من وحوش
المال والسلطة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك