حين يتحول الجسد إلى بيان سياسي..محامٍ يعرّي صحافة التشهير أمام مقر "شوف تيفي"

حين يتحول الجسد إلى بيان سياسي..محامٍ يعرّي صحافة التشهير أمام مقر "شوف تيفي"
ديكريبتاج / الأحد 28 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا:أبو فراس

في خطوة صادمة تكسر كل الأعراف، فجّر "منتصر بوعبيد"،محامٍ ورئيس جماعة محلية موجة جدل واسعة بعد تدوينة أعلن فيها عزمه الوقوف احتجاجياً أمام مقر موقع «شوف تيفي» بالدار البيضاء، في ما وصفه بفعل رمزي رافض لصحافة التشهير والابتزاز والمتاجرة في مآسي المواطنين.

فالتدوينة، التي انتشرت بسرعة على مواقع التواصل، لم تكن مجرد إعلان عن وقفة احتجاجية، بل اتهاماً مباشراً لنوع من الإعلام الذي يرى صاحبه أنه انحدر إلى القاع، محولاً المعاناة الإنسانية إلى مادة رخيصة لجلب المشاهدات والإشهار.

الرسالة التي أراد المحامي إيصالها جاءت بلغة قصوى وحدّية، مفادها أن إعلام التفاهة لم يعد يستحق النقاش الأخلاقي ولا الرد التقليدي، بل المواجهة الصادمة التي تفضح عريه المهني والأخلاقي.

فاختياره لشكل الاحتجاج لم يكن بحثاً عن الإثارة، بقدر ما هو، بحسب مضمون التدوينة، مرآة ساخرة تعكس ما يصفه بالانحطاط الذي بلغه هذا النوع من الصحافة، حيث يُنتهك الخاص، ويُشهر بالأفراد، وتُستثمر الفضائح كسلعة.

التدوينة حملت أيضاً دعوة واضحة للمنابر الإعلامية الجادة لتغطية الوقفة كما هي، في مقابل سخرية لاذعة من المنابر التي اتهمها صراحة بالابتزاز، معتبراً أنها لن ترى في الفعل الاحتجاجي سوى فرصة جديدة للمتاجرة بالصورة بدل مناقشة جوهر الرسالة.

وهو ما حوّل الحدث، حتى قبل وقوعه، إلى محاكمة علنية للإعلام الأصفر، وإلى نقاش أوسع حول حدود حرية الصحافة ومسؤوليتها الأخلاقية.

بعيداً عن الشكل الصادم، يضع هذا الفعل الراديكالي سؤالاً محرجاً أمام الجسم الإعلامي بالمغرب، إلى أي حد يمكن تبرير السقوط المهني باسم حرية التعبير؟

وهل أصبح التشهير والاسترزاق من بؤس الناس نموذجاً إعلامياً مقبولاً؟

فخطوة المحامي الجريئة، مهما اختلفت الآراء حولها، كسرت الصمت، وعرّت واقعاً إعلامياً يرفض كثيرون مواجهته، لكنه بات، بفعل هذه التدوينة، في قلب النقاش العمومي.

وهذا النص الكامل لتدوينة المحامي كما نشرها على صدر صفحته الفايسبوكية:

"يوم الاثنين القادم على الساعة الثالثة زوالا سأقف أمام مقر شوهة تيفي بمدينة البيضاء عاريا لايصال رسالة رافضة لصحافة التشهير والمتاجرة بمعاناة المواطنين. الدعوة موجهة للمنابر الإعلامية الصادقة لتغطية الوقفة كما هي موجهة للتافهة لتصوير مؤخرتي والمتاجرة بها"

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك