بركان تحت الرماد في مليلية المحتلة ومناورات إسبانية بالذخيرة الحية تستفز مشاعر المغاربة وتزيد التوتر على حدود الناظور

بركان تحت الرماد في مليلية المحتلة ومناورات إسبانية بالذخيرة الحية تستفز مشاعر المغاربة وتزيد التوتر على حدود الناظور
ديكريبتاج / الخميس 22 مايو 2025 - 23:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:تحقيق من قلب مليلية المحتلة

في مشهد غير مألوف، تحولت مدينة مليلية المحتلة إلى مسرح لعرض عسكري مثير للجدل، حيث نفذ الجيش الإسباني مناورات قتالية بالذخيرة الحية مؤخرا، في خطوة اعتُبرت استفزازاً مباشراً لمشاعر المغاربة، وخصوصاً سكان مدينة الناظور والمناطق المجاورة، الذين تابعوا الحدث عن كثب بقلق واستياء شديدين.

الذخيرة الحية على مرمى حجر من الناظور

خلافاً لما اعتادت عليه المدينة المحتلة من تمارين عسكرية رمزية أو داخل الثكنات، اختار الجيش الإسباني هذه المرة كسر الصمت وممارسة استعراض عسكري واقعي على أراضٍ مغربية محتلة، وبالذخيرة الحية.

وما زاد الوضع حساسية، أن هذه المناورات جرت في مواقع قريبة جداً من السياج الحدودي مع الناظور، ما جعل أصوات الرصاص والانفجارات تتردد على طول الشريط الفاصل بين المدينتين، وسط صدمة السكان المحليين الذين وصفوا الحدث بـ"الاستفزازي" و"العدائي".

صمت رسمي مغربي وموجة غضب شعبي

رغم خطورة الخطوة من الجانب الإسباني، التزمت السلطات المغربية إلى حدود الساعة صمتاً حذراً، وهو ما أثار تساؤلات عميقة لدى الرأي العام الوطني: هل نحن أمام تمرين عسكري عادي؟ أم رسالة سياسية مغلفة؟

في المقابل، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تُوثق لتحركات عسكرية كثيفة داخل مليلية، مع تعليقات غاضبة من نشطاء مغاربة اعتبروا الأمر "مساً بسيادة المغرب التاريخية على أراضيه"، و"تصعيداً غير مبرر من طرف دولة تدّعي الصداقة".

خلفيات محتملة… لماذا الآن؟

يرى مراقبون أن اختيار شهر ماي لتنظيم هذه المناورات ليس اعتباطياً، فالتوقيت يتزامن مع توترات إقليمية متصاعدة، ومع تجدد النقاش داخل إسبانيا حول مستقبل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية في ظل صعود تيارات يمينية متشددة تطالب بتشديد السيطرة على المدينتين.

كما أن المغرب كثّف مؤخراً من تحركاته الدبلوماسية والاقتصادية بالأقاليم الجنوبية، وأعاد التأكيد في أكثر من محفل دولي على مغربية الصحراء ومواصلة الدفاع عن كل شبر من أراضيه، ما قد يكون دفع الطرف الإسباني للقيام باستعراض عسكري "استباقي" في مليلية لفرض منطق السيطرة.

سكان مليلية بين مطرقة الاحتلال وسندان الخوف

داخل مليلية، لم تمر هذه المناورات دون أثر على النفوس، فعدد من السكان المحليين من أصول مغربية عبّروا، في تصريحات متفرقة، عن "حالة هلع" أصابتهم جراء دوي الطلقات والانفجارات، خاصة في الأحياء القريبة من الحدود.

البعض وصف ما يجري بأنه "تأجيج للعداوة المفتعلة" و"محاولة لتذكيرهم بمن يسيطر فعلياً"، فيما عبّر آخرون عن خوفهم من أن تتحول المدينة إلى منطقة توتر دائمة قد تؤثر على التعايش الهش بين مكوناتها المختلفة.

تكرار السيناريو أم تحذير عابر؟

رغم أن الجيش الإسباني لم يصدر بلاغاً تفصيلياً بشأن طبيعة المناورات أو أسباب توقيتها ومكانها، إلا أن فاعلين في المجتمع المدني المغربي دعوا إلى ضرورة استدعاء السفير الإسباني في الرباط وتقديم توضيحات عاجلة.

كما طالب حقوقيون وبرلمانيون سابقون بضرورة "تدويل قضية مليلية وسبتة المحتلتين"، والتذكير الدائم بأنهما جزء لا يتجزأ من التراب الوطني، في مواجهة سياسة الأمر الواقع التي تكرّسها مدريد عسكرياً كلما سنحت الفرصة.

صمت اليوم هل يسبق العاصفة؟

ما جرى في مليلية في ماي 2025 ليس مجرد تمرين عسكري. إنه مؤشر واضح على بركان صامت قد ينفجر في أي لحظة.

وفي ظل الغموض الرسمي، والغضب الشعبي، تبقى الأسئلة معلقة: هل نحن أمام مرحلة جديدة من التوتر بين الرباط ومدريد؟ وهل تستعد إسبانيا فعلاً لفرض "سيادة ميدانية بالقوة" في وجه أي تحرك مغربي مستقبلي؟

الأكيد أن القضية لم تعد ثانوية، وأن الأحداث في مليلية تعيد إلى الواجهة ملفاً ظل طي النسيان لعقو، لكنه عاد ليفرض نفسه بالنار والرصاص.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك