أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
حرصًا من "أنتلجنسيا المغرب" على نهجها الثابت في كشف
الحقائق ونقل الخبر بصدق ومسؤولية، ومن منطلق احترام حق الرد والتوضيح المقدس،
نورد التوضيح التالي:
في الوقت الذي تسارع فيه جهات متعددة
إلى إصدار أحكام مجانية وتوجيه اتهامات ثقيلة إلى القائمين على دفن موتى المسلمين
بمدينة "تورينو" الإيطالية، تبيّن أن الحقيقة مغايرة تماما لما يتم
تداوله في بعض الأوساط، خاصة بعد اتصال مباشر تلقته هيئة تحرير "أنتلجنسيا
المغرب" من أحد أبرز المسؤولين على عمليات الدفن، والذي اختار توضيح الصورة
بحس من المسؤولية والصدق.
أكد المتحدث أن الإشكال لا يتعلق
بتهاون أو تماطل، بل بإجراءات إدارية جديدة فرضتها السلطات الإيطالية، بعد أن تم
تحويل تدبير المقابر إلى القطاع الخاص، وهو ما قيد حركة المتطوعين بقرارات الشركات
المكلفة، التي ترفض تعبئة فريق الحفر من أجل قبر واحد فقط، نظرا للكلفة المرتفعة،
وتشترط في المقابل وجود ثلاث حالات وفاة على الأقل للخروج إلى الميدان، إلا أن أفراد الجالية المغربية مازالوا متمسكين بقوانين الدفن القديمة وهذا خارج عن إرادتنا يقول المتحدث.
هذا التوضيح جاء ليفضح زيف الاتهامات
التي استهدفت المتطوعين، الذين يؤدون عملهم بإخلاص وتطوع خالص، لا تحكمه لا منافع
ولا مصالح.
فقد شدد ذات المسؤول أن هؤلاء لا
يتسلمون أية مبالغ مالية، وأن الأموال المؤداة تذهب مباشرة إلى الشركات الخاصة
المكلفة قانونيا، وليس إلى أي فرد من أفراد فرق الدفن التابعة للمساجد أو الجمعيات
الإسلامية، حتى إن وصولات الأداء تسلمها الشركات المعنية.
كما بيّن المصدر ذاته أن العديد من
الحالات التي يعجز ذووها عن دفع مصاريف الدفن أو ترحيل دفنها بالمغرب، يتم التكفل
بها كليا من طرف هؤلاء المتطوعين من حرّ مالهم، دون منّة أو إعلان، إيمانا منهم
بقدسية الواجب، ووفاءً لروح الإنسان المسلم في غربته القاسية، وهو الأمر الذي تم
فعلا في أكثر من حالة، دون الحاجة إلى ضجيج إعلامي أو شكر علني، يقول المتحدث.
وبخصوص الجدل الذي أثير حول جثمان
الراحلة "لكبيرة والمعطي"، أكد ذات المصدر أن ما وقع لم يكن سوى لبس في
التوضيح، وأن المبلغ المالي المذكور موجّه للشركة المكلفة، وفي حالة تعذر الأداء
سيتم، كما جرت العادة، التكفل الكامل بالإجراءات من طرف الطاقم المتطوع، حيث من
المرتقب أن يتم دفنها يوم الخميس 15 ماي 2025 في ظروف تحفظ كرامتها وتصون
إنسانيتها.
هؤلاء المتطوعون، الذين وجدوا أنفسهم
وسط عاصفة من الاتهامات والمشاحنات النفسية المؤلمة، لا يسعون سوى لرضا الله وخدمة
الجالية في أكثر لحظاتها هشاشة وحزنا، وهم بذلك يتحملون فوق طاقتهم، في بيئة
قانونية وإدارية لا ترحم، دون أن يفكروا في شهرة أو مقابل.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه منهم المجتمع
دعما معنويا وتقديرا معنويا لدورهم النبيل، وُوجهوا بالجحود وسوء الفهم، يقول.
لكنهم، كما أكد المصدر ذاته، سيواصلون
رسالتهم بنفس النفس، مؤمنين بأن خدمة الموتى في ديار الغربة أعظم من أن تُلوث بلغة
الاتهام، وأشرف من أن تُقايض بالمال أو المصلحة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك