أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك
تشهد مدينة طنجة خلال الأيام الأخيرة
تفاقمًا حادًا في ظاهرة التسول وانتشار المتشردين في الأزقة والفضاءات العمومية،
وهو مشهد يضرب في العمق صورة المدينة التي تُسوَّق باعتبارها واجهة سياحية راقية
تستقبل الزوار من مختلف دول العالم، ليجد السائح نفسه أمام واقع قاس لا يشبه ما
تروّج له الحملات الدعائية التي تلمّع صورة المدينة.
وتكشف هذه الظاهرة هشاشة البنية
الاجتماعية الموجهة لحماية الفئات الهشة، حيث يعيش عدد كبير من المتشردين وسط غياب
مراكز الإيواء الكافية، مما يدفعهم إلى الاحتماء بحاويات القمامة في مشهد صادم
يوثقه الزائرون بعدساتهم، مشكلًا صورة قاتمة تُناقض ما تطمح إليه طنجة كمدينة
عالمية.
ويطالب سكان المدينة بتدخل عاجل من
المسؤولين لحماية صورة طنجة، ومنح هذه الفئات حقوقها الأساسية في العلاج والمأوى،
خصوصًا في ظل موجة البرد القاسية التي تعرفها الجهة هذه الأيام، وهي ظروف تزيد من
هشاشة وضع المتشردين، وتفرض على السلطات مراجعة سياساتها الاجتماعية بشكل عميق.
كما يرى المتابعون أن استمرار هذا
الوضع يُعد مؤشرًا على خلل في المقاربة الاجتماعية، وغياب رؤية واقعية لمعالجة ظاهرة
التشرد، مما يجعل طنجة اليوم أمام اختبار أخلاقي وإنساني حقيقي يقتضي إرادة سياسية
جادة لضمان كرامة مواطنيها وصون صورتها كمدينة كبرى.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك