الطابع الذي يبكي على ذاكرة الأجداد المغرب يطلق صرخة فنية لإنقاذ حرفه المهددة من الانقراض

الطابع الذي يبكي على ذاكرة الأجداد المغرب يطلق صرخة فنية لإنقاذ حرفه المهددة من الانقراض
مجتمع / الخميس 19 يونيو 2025 - 23:43 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو دعاء

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الرباط عن إصدار أول سلسلة استثنائية من عشرة طوابع بريدية مخصصة لحرف تقليدية مغربية تواجه خطر الزوال، في مبادرة تزاوج بين الفن والواجب الوطني، وتسلط الضوء على كنوز حية تكاد تُنسى في زحمة الحداثة.

المبادرة، ثمرة تعاون بين كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، ومكتب اليونسكو للدول المغاربية، وبريد المغرب، ليست مجرد إصدار بريدي، بل صرخة ثقافية لإيقاظ الوعي الشعبي والرسمي بقيمة تراث مغربي غير مادي يترنح على حافة النسيان، الطوابع تُجسد ذاكرة منقوشة بدقة الحرفيين، من القفطان الرباطي إلى خزف مكناس، ومن الجلد الزيواني إلى الدك الصويري، وتُقدَّم للعالم على شكل تحف ورقية لا تذبل.

الرسالة الرمزية خلف هذه السلسلة تتجاوز حدود البريد: إنها دعوة جماعية لحمل مشعل الأصالة، وإعلان ولاء لهوية ثقافية طالما شكلت العمود الفقري لمجتمع متجذر في تاريخه، الكلمات التي تلاها الكاتب العام للصناعة التقليدية بالنيابة عن لحسن السعدي، تعكس إيمانًا بأن حماية هذه الحرف ليست خيارًا، بل مسؤولية وطنية تتقاسمها الأجيال والمؤسسات والمجتمع المدني.

مدير بريد المغرب أمين التويمي اعتبر هذه الخطوة شهادة بصرية نابضة على عظمة الذاكرة الشعبية، بينما وصفها ممثل اليونسكو، إيريك فالت، بأنها لحظة ثقافية نادرة تجسّد العلاقة السحرية بين الإنسان والمادة. بالنسبة له، كل طابع هو احتفال بالحياة، وانتصار للصبر والدقة والعبقرية اليدوية.

في زمن يتسابق فيه العالم نحو الرقمنة، اختار المغرب أن يبعث برسالة مكتوبة بالحبر والحنين، تعيد الاعتبار لحرف كانت وما زالت مرآة لروح الأمة، إنها طوابع تحمل في صمتها صراخ المهن القديمة، ونداءً موجها لكل "معلم" مغربي: لا تسمح بأن تُطفأ شعلة الأسلاف.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك