
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
تعيش مدينة سيدي يحيى الغرب على وقع
جدل واسع وغضب متصاعد بعد توالي الانتقادات الموجهة لطريقة تنفيذ أشغال إعادة
التهيئة والتأهيل الحضري بالمدينة، حيث عبّرت مصادر محلية متفرقة عن استيائها
الشديد من ما وصفته بالعشوائية وسوء التدبير، خصوصًا في ما يتعلق بطريقة وضع
بالوعات الصرف الصحي، التي تتم ـ حسب قولهم ـ بشكل غير مدروس يهدد سلامة البنية
التحتية ويشوّه جمالية المدينة.
مصادرنا لم تُخفِ امتعاضها من الطريقة
التي تُدار بها هذه الأشغال، معتبرة أن المقاولات المكلفة تعتمد وسائل بدائية
وأدوات متقادمة لا تواكب التطور الحاصل في مجال البناء وصيانة الطرق، الأمر الذي
جعل المشروع يفقد معناه التنموي ويتحول إلى مصدر استنزاف للمال العام بدل أن يكون
ورشًا حضريًا للنهوض بالمجال.
الصور المنتشرة على مواقع التواصل
الاجتماعي زادت من حدة الغضب، إذ وثّقت مظاهر العبث في وضع الأرصفة والبالوعات
بطريقة عشوائية وصادمة.
وفي ظل تصاعد موجة التنديد الشعبي،
تعالت الأصوات المطالبة بتدخل عاجل من السلطات الجهوية والمركزية، وإيفاد لجان
تفتيش تابعة لوزارتي التجهيز والنقل، و الداخلية والمجالس التقنية المختصة، قصد
التحقيق في الخروقات المسجلة وضبط معايير الإنجاز، فالأمر ـ بحسب فعاليات محلية ـ
لم يعد يتعلق بمجرد "أخطاء تقنية" بل بشبهات هدر ممنهج للمال العام في
مشروع يفترض أنه يهدف إلى تحسين جاذبية المدينة وراحة سكانها.
وتشير المعطيات المتداولة إلى وجود
تجاوزات خطيرة في نوعية المواد المستعملة، إذ تحدث البعض (مازحا) عن استعمال خليط "السميدة"
بدل الإسمنت في تثبيت الأرصفة، في مشهد أثار السخرية والدهشة معًا، بمعنى الكمية
القانونية للإسمنت والرمال لا يتم إحترمها.
هذه التفاصيل جعلت الرأي العام المحلي
يطالب بمحاسبة كل المتورطين في هذا العبث العمراني، والتأكيد على أن التنمية
الحضرية لا يمكن أن تُبنى على الغش والإهمال، بل على المهنية والشفافية واحترام
معايير الجودة التي تليق بمدينة سيدييحيى الغرب التي تطمح لمستقبل أفضل.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك